الرئيسيةآخر الأخبارهل أكتُشفت مخلوقات غريبة في الصحراء؟

هل أكتُشفت مخلوقات غريبة في الصحراء؟

في الأيام الأخيرة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المنصات غير الرسمية أخبار تفيد باكتشاف “مومياوين” في الصحراء الكبرى تعودان إلى أكثر من 7 آلاف عام، قيل إنهما في حالة حفظ مذهلة، لكن اللافت في هذه المزاعم لم يكن قدم المومياوات بقدر ما كان ما نُسب إلى الحمض النووي الخاص بهما، والذي “لا يُشبه أي حمض نووي بشري معروف حتى الآن”، وفقًا لما روّجت له بعض المنشورات.

لكن، وبعد التثبت من المصادر العلمية والمراجع المعتمدة في علم الآثار وعلم الوراثة القديمة، اتضح أن هذه المعلومات لا تستند إلى أي اكتشاف حقيقي موثّق أو منشور علميًا. ولا توجد حتى الآن أي بيانات صادرة عن مؤسسات بحثية أو جامعات تؤكد العثور على مومياوات كهذه في الصحراء الكبرى أو أي دليل على حمض نووي “غير بشري” في أجساد بشرية قديمة.

في المقابل، أُجريت دراسات علمية دقيقة على مومياوات مصرية، خاصة في موقع “أبوصير المالك”، حيث نجح العلماء في استخلاص وتحليل الحمض النووي الخاص ببعضها. وأظهرت هذه التحاليل أن المصريين القدماء كانوا يتقاربون جينيًا مع شعوب الشرق الأدنى القديم، دون أي مفاجآت خارجة عن الإطار البشري المعروف.

ليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول مزاعم عن مومياوات “غير بشرية”. فقد أثارت قضية “آتا” — وهي بقايا مومياء صغيرة اكتُشفت في صحراء أتاكاما بتشيلي — جدلاً مماثلاً. ومع أن شكل الجمجمة والجسم أثارا تساؤلات، فقد أكدت تحاليل الحمض النووي أن “آتا” كانت جنينًا بشريًا يعاني من طفرات نادرة سبّبت تشوهات خلقية.

وبناء على ذلك، يمكن القول إن الأخبار المتداولة حول مومياوات الصحراء الكبرى ذات الحمض النووي غير المعروف مجرد إشاعات لا أساس علمي لها. وتبقى مثل هذه الأخبار بحاجة إلى الحذر في التداول، خاصة أنها تمسّ مجالات دقيقة كعلم الوراثة القديم والآثار، وتتطلب توثيقًا علميًا صارمًا من خلال المجلات المحكمة والمراكز البحثية المعترف بها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!