قال قاضٍ فيدرالي يوم الأربعاء إن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أو المملكة العربية السعودية، كما ورد في وسائل الإعلام، يُعد انتهاكًا لأمره السابق إذا لم يُقدم لهم إشعار كتابي وفرصة للاعتراض مسبقًا، وفقًا لملف جديد وفق ما جاء في محطة سي أن أن الأمريكية .
وقدمت جماعات الدفاع عن المهاجرين التماسًا طارئًا لمنع ترحيل المهاجرين إلى ليبيا، وفقًا لملف قضائي، بعد أن صرح مسؤول في إدارة ترامب لشبكة CNN بأن الإدارة تمضي قدمًا في خطط لنقل مجموعة من المهاجرين غير المسجلين إلى البلاد على متن طائرة عسكرية أمريكية.
وقال المسؤول إنه من غير الواضح متى ستغادر الطائرة وما إذا كانت مجموعات أخرى من المهاجرين ستُرسل أيضًا إلى ليبيا – وهي دولة منخرطة في صراع أهلي مستمر – في المستقبل.
يظهر موقع متابعة الرحلات الجوية أن طائرة سي-17 تابعة للقوات الجوية الأمريكية قدّمت خطةً للطيران يوم الأربعاء من مطار كيلي في سان أنطونيو إلى مطار مصراتة في ليبيا. وقد استخدمت الولايات المتحدة طائرات سي-17 الكبيرة مرارًا وتكرارًا لنقل المهاجرين في الأشهر الأخيرة.
في الشهر الماضي، منع القاضي برايان مورفي مؤقتًا إدارة ترامب من ترحيل الأشخاص إلى دول أخرى غير دولهم دون تقديم إشعار مسبق وفرصة للطعن في القرار. وقال يوم الأربعاء إن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا أو المملكة العربية السعودية يُخالف توجيهه السابق.
وكتب مورفي: “يُوضّح تعديل 30 أفريل 2025 على الأمر القضائي الأولي أنه لا يجوز لوزارة الأمن الداخلي التهرب من هذا الأمر القضائي بالتنازل عن السيطرة على غير المواطنين أو إنفاذ مسؤولياتها المتعلقة بالهجرة لأي جهة أخرى، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر وزارة الدفاع”.
إذا كان هناك أي شك – وهو ما لا تراه المحكمة – فإن عمليات الترحيل الوشيكة المزعومة، كما أوردتها وكالات الأنباء وكما يسعى المدعون إلى التحقق من روايات أعضاء المجموعة والمعلومات العامة، تنتهك بوضوح أمر هذه المحكمة،” وخلص إلى القول. طلبت جماعات الدفاع عن المهاجرين التي قدمت الالتماس من المحكمة إصدار أمر فوري بمنع الرحلات الجوية التي تقل المهاجرين إلى ليبيا أو أي بلد آخر غير بلدهم الأصلي. كما طلبت من المحكمة الأمر بإعادة المرحلين إلى ليبيا، إذا لزم الأمر. ووفقًا لأحد المحامين المذكورين في الالتماس، أبلغت هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك شفهيًا موكله الفلبيني، الذي صدر بحقه أمر ترحيل نهائي، بأنه سيُرحّل إلى ليبيا. ومع ذلك، لم يتلقوا إشعارًا كتابيًا. رفض البيت الأبيض التعليق على خطط الرحلات. وكانت شبكة CNN أول من ذكرت أن الإدارة تتواصل مع ليبيا لإجبارها على استقبال المهاجرين من الولايات المتحدة. وكانت رويترز أول من نشر تقريرًا عن الرحلة العسكرية المحتملة هذا الأسبوع. إن قرار إرسال المهاجرين إلى ليبيا، والذي انتقدته الأمم المتحدة في السابق بسبب معاملتها القاسية للمهاجرين، هو تصعيد آخر لسياسات الترحيل التي ينتهجها الرئيس – والتي واجهت ردود فعل سياسية وقانونية واسعة النطاق.
عندما سُئل الرئيس دونالد ترامب عن الرحلة المحتملة، قال في المكتب البيضاوي يوم الأربعاء: “لا أعرف، عليكم سؤال وزارة الأمن الداخلي”. وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في بيان أنها “تنفي نفيًا قاطعًا أي اتفاق أو تنسيق مع السلطات الأمريكية بشأن ترحيل المهاجرين إلى ليبيا”. ويحتوي موقع وزارة الخارجية الأمريكية على تحذير سفر من المستوى الرابع بشأن ليبيا. وجاء في التحذير: “لا تسافروا إلى ليبيا بسبب الجريمة والإرهاب والألغام الأرضية غير المنفجرة والاضطرابات المدنية والاختطاف والصراع المسلح”. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية التعليق على خطط الترحيل، قائلاً: “لا نناقش تفاصيل اتصالاتنا الدبلوماسية مع الحكومات الأخرى”. وتواصلت شبكة CNN الأسبوع الماضي مع ممثل عن الجنرال الليبي صدام حفتر، الذي كان في واشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين، للتعليق على خطط الترحيل. وقالت وزارة الخارجية ومسؤول ليبي إن اجتماعاته لم تكن تتعلق بالترحيل. صرح مسؤول ليبي لشبكة CNN: “لم يُناقش ترحيل المهاجرين إلى ليبيا قط. لم يحدث هذا. كل ما تحدثنا عنه كان كما هو منشور في الأجندة الرسمية”. تستمر المحادثات حول إرسال المهاجرين إلى دول أفريقية أخرى، مثل رواندا. لكن مصادر مطلعة على هذه المناقشات أفادت بأنه لا توجد خطط مؤكدة لتسيير رحلات جوية إلى تلك الدول في الوقت الحالي.
