أعلن وزير الداخلية الإيطالي، ماتيو بيانتييدوسي، أن البلاد تشهد العام الثاني على التوالي انخفاضًا ملحوظًا في تدفقات الهجرة غير النظامية، مصحوبًا بزيادة في عمليات الترحيل. وأكد الوزير أن هذا التطور يعكس فعالية السياسات الجديدة ونماذج التعاون الدولية، مثل ما يُعرف بـ “نموذج ألبانيا”، الذي يُعد جزءًا من استراتيجية وطنية وأوروبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية. كما شدد على أن الترحيلات القسرية تعمل كآلية ردعية للأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء في إيطاليا.
ووفقًا للبيانات الرسمية الأخيرة، التي نشرتها وكالة نوفا تجاوزت عمليات الترحيل الطوعي المدعوم بالفعل أعداد الترحيلات في العام السابق بالكامل، بينما ارتفعت أيضًا عمليات الطرد القسري، رغم أن العدد الإجمالي للترحيلات لا يزال محل جدل ونقاش بين الخبراء.
1. انخفاض التدفقات غير النظامية:
أكدت الوزارة استمرار الاتجاه السلبي لعام 2025، مع تسجيل انخفاض كبير في أعداد القاصرين الأجانب غير المصحوبين بالإضافة إلى تراجع عام في وصولات المهاجرين غير النظاميين، رغم ارتفاع عدد الوفيات في البحر المتوسط. ويشير هذا الانخفاض إلى تأثير الإجراءات الجديدة والسياسات الأمنية على الأرض، بما في ذلك التعاون مع الدول الأوروبية ودول البلقان.
2. ارتفاع الترحيل:
- في عام 2024، سجلت إيطاليا زيادة بنسبة 12-15% في عمليات الترحيل مقارنة بعام 2023، بما في ذلك نحو 1.300 حالة طرد لأشخاص يعتبرون خطرًا محتملًا على الأمن العام.
- خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، تجاوزت عمليات الترحيل الطوعي المدعوم 382 حالة، مقارنة بـ 290 حالة خلال كامل عام 2024، مع توقع الوزارة لمزيد من التحسن خلال بقية العام.
3. نموذج ألبانيا:
تسعى إيطاليا إلى تعزيز التعاون مع ألبانيا من خلال إنشاء مراكز لإدارة طلبات اللجوء ومراكز للترحيل، وهي خطوة وصفها بيانتييدوسي بـ “المبتكرة” ولاقى دعمًا من الاتحاد الأوروبي. ويهدف هذا النموذج إلى تسهيل العودة الطوعية والمراقبة الفعالة للمهاجرين، بما يقلل من التدفقات غير الشرعية نحو إيطاليا.
4. الأثر الردعي للترحيل:
أكد الوزير أن زيادة الترحيل الفعلية ستخلق تأثيرًا رادعًا قويًا، من خلال تقليل مغادرة المهاجرين غير النظاميين وطلبات اللجوء غير المبررة، ما يساهم في ضبط الوضع على الحدود وتحقيق استقرار أكبر في منظومة الهجرة. وأشار إلى أن السياسات الإيطالية في هذا المجال متوافقة مع التوجيهات الأوروبية الجديدة الخاصة بالهجرة واللجوء.

