كشفت منظمة Sea Watch غير الحكومية، عن مأساة إنسانية جديدة وقعت قبالة السواحل التونسية، حيث لقي طفلان مصرعهما وفُقد شخص آخر، إثر انقلاب قارب يقل نحو 90 مهاجرًا خلال تدخل لسفينة تجارية في منطقة البحث والإنقاذ التونسية (SAR).
وأوضحت المنظمة أن سفينتها “Aurora” كانت قادرة على التدخل لإنقاذ الركاب، غير أنها محتجزة منذ أيام من قبل السلطات الإيطالية في ميناء لامبيدوزا “لأسباب لا أساس لها من الصحة”، حسب تعبيرها.
وأضافت Sea Watch في بيان لها:”رصدنا القارب المنكوب في عرض البحر، وكان قد أمضى ثلاثة أيام في العراء، وعلى متنه 90 شخصًا. طلبنا النجدة، لكن وكالة Frontex الأوروبية وصلت بعد ست ساعات فقط، رصدت القارب ثم غادرت دون تدخل. السلطات الإيطالية تبذل كل ما بوسعها لمنع هؤلاء الأشخاص من بلوغ السواحل الإيطالية، وهناك خطر حقيقي من أن تقوم خفر السواحل الليبية بإعادتهم إلى ليبيا.”
وذكرت المنظمة أن القارب انقلب أثناء محاولة سفينة الشحن “Port Fukuka” إنقاذ المهاجرين، ما أدى إلى سقوط جميع الركاب في البحر. وأسفرت العملية عن وفاة طفلين واختفاء شخص ثالث، في حين تم إنقاذ بقية الركاب الذين لا يزالون حتى الآن على متن السفينة التجارية، وسط مخاوف من إعادتهم قسرًا إلى ليبيا.
وحذّرت Sea Watch من أن العودة إلى ليبيا تمثل خطرًا كبيرًا على حياة الناجين، إذ يواجهون هناك “التعذيب والموت المحتمل”، على حد وصفها.
وختمت المنظمة بيانها بتوجيه اتهامات صريحة للسلطات الإيطالية والأوروبية، قائلة:”ما يحدث ليس حادثًا عرضيًا، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات متعمدة. إنه نظام تم تصميمه ليعمل بهذه الطريقة: ترك الناس يغرقون على حدود أوروبا، بصمت وبشكل منهجي.
