أثارت ومضة إشهارية أطلقتها شركة الخطوط التونسية بمناسبة عروض نهاية السنة موجة من السخرية والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر المدون البارز محرز بلحسن تدوينة أثار من خلالها جدلاً حول جودة خدمات الناقلة الوطنية ومطابقة الإشهار للواقع الميداني.
وركّزت أغلب التعليقات المنتقدة على ما اعتبره أصحابها فجوة صارخة بين الخطاب الإشهاري والواقع الميداني، مستحضرين حالات لمسافرين ظلوا عالقين لأيام في مطارات دولية، من بينها مطار مونتريال، أو نُقلوا برًا بعد اقتطاع تذاكر سفر جوية، دون توضيحات كافية أو اعتذارات رسمية.

واعتبر عدد من المعلقين أن الحديث عن “سحر نهاية السنة” أو “عروض استثنائية” بدا مستفزًا، في وقت يشتكي فيه المسافرون من غياب التواصل، ضعف الإحاطة، وانعدام الحدّ الأدنى من الشفافية في إدارة الأزمات. كما طُرحت تساؤلات حول كلفة الومضة الإشهارية، مصادر تمويلها، ومعايير اختيار الوكالة التي أنجزتها، ومدى أولوية الإنفاق الإعلاني مقارنة بالحاجة إلى تحسين الخدمات الأساسية.
في المقابل، عبّر بعض المتابعين عن استغرابهم من استمرار الإقبال على خدمات الخطوط التونسية رغم تكرار الشكاوى، معتبرين أن السوق يوفّر بدائل أخرى، بينها شركات تونسية خاصة، أكثر انتظامًا وتنظيمًا، وفق تعبيرهم.
ولم تخلُ التعليقات من نبرة ساخرة حادة، جعلت من الومضة الإشهارية نفسها مادة للتندر، معتبرة أن “الخيال الإعلاني” لا يمكنه تغطية اختلالات هيكلية تعاني منها الشركة منذ سنوات، لا على المستوى المالي ولا الخدمي.

