إسرائيل تختبر نظرية استحالة كسب الحرب بالقوة الجوية وحدها يُعد الصدام الإسرائيلي الإيراني فريدًا من نوعه تاريخيًا. وهذا ما سيُشكل نتيجته – ومستقبل الحرب.
يبدو أن صانعي السياسات الإسرائيليين يعتمدون على قدرة القوة الجوية على تحقيق النصر دون الحاجة إلى عمليات برية، ربما باستثناء نشر عدد محدود من جنود القوات الخاصة وضباط المخابرات للمساعدة في الغارات الجوية. بالنسبة لإسرائيل، ليس لديها خيار سوى ذلك. إنها تفتقر إلى الإمكانيات اللازمة لشن عمليات برية واسعة النطاق بعيدًا عن حدودها وضد خصم أضخم منها بكثير.
الولايات المتحدة لديها القدرة، لكن إدارة ترامب أبدت ترددًا كبيرًا في نشر قوات برية في أي حرب خارجية. إذا نجحت إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة أو بدونها، فقد يدفع ذلك إلى إعادة تقييم جدية لقدرات القوة الجوية الحديثة، التي تعزز فعاليتها بالطائرات بدون طيار وتقنيات المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية الأكثر تطورًا.
لكن المتشككين يكثرون. هناك سوابق قليلة، إن وجدت، لنزاع مسلح واسع النطاق تتبادل فيه دولتان الضربات عبر القوة الجوية وحدها. هذا النهج، في غياب القوات البرية، “يغير بالتأكيد مسار أي حرب – لا يمكنك الاستيلاء على الأشياء ماديًا، يمكنك فقط تدميرها ماديًا”، كما قال فيليبس أوبراين، المؤرخ العسكري الذي يُدرّس دراسات الحرب في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا.
المشكلة هي أننا لا نعرف ما هي الأهداف الحقيقية لإسرائيل الآن. إن تنوع أهداف إسرائيل، من المنشآت العسكرية والنووية إلى دعائم نفوذ النظام كالشرطة والأصول الاقتصادية كمصافي النفط، يجعل من الصعب تحديد مدى اتساع أهداف إسرائيل الاستراتيجية.
أهداف حرب إيران أبسط. فالنظام يريد الحفاظ على قوته – وحريته في مواصلة تخصيب اليورانيوم. لكن قدراته محدودة للغاية. لم تُسبب هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية أضرارًا جسيمة بإسرائيل، نظرًا لدفاعاتها الجوية القوية. في هذه الأثناء، تُسيطر الطائرات الإسرائيلية على سماء النصف الغربي من إيران، وتقصف أهدافًا كما تشاء. يقول المحللون إن أفضل أمل لطهران هو الصمود بثبات حتى ينفد الوقت المخصص للجهود الجوية الإسرائيلية الباهظة الثمن والمرهقة لوجستيًا.
