استقبلت تونس، أمس، بميناء حلق الوادي الدفعة الثانية من الحافلات الصينية الجديدة، وعددها 189 حافلة، في إطار صفقة اقتناء 300 حافلة تهدف إلى تحديث أسطول النقل العمومي وتوفير خدمات نقل أكثر نجاعة وجودة للمواطنين، وخاصة في إقليم تونس الكبرى.
وفي تصريح إعلامي بهذه المناسبة، أكّد عبد الرؤوف الصالح، الرئيس المدير العام لشركة النقل بتونس، أنّ هذه الحافلات “ملك للمواطن ولفائدة الشعب التونسي”، داعيًا إلى المحافظة عليها وحسن استغلالها.
وأوضح الصالح أن اختيار الحافلات ذات الهيكل المنخفض جاء تلبية لحاجيات ذوي الهمم وتيسير ولوجهم إلى وسائل النقل العمومي، مشدّدًا على أن جميع المعايير المعتمدة في هذه الصفقة تراعي الفئات كافة دون استثناء، في انسجام مع التوجّهات العالمية نحو نقل عمومي دامج للجميع.
وأضاف أنّه تم التنسيق مع ولاة إقليم تونس الكبرى لتحديد النقاط السوداء على مستوى البنية التحتية، لا سيما المتعلقة بوجود “المطبات” (الدودان) التي قد تعيق سلاسة سير الحافلات المنخفضة، مشيرًا إلى ضرورة ملاءمة هذه المطبات للمعايير الفنية لضمان السلامة وتفادي الأعطاب.
تفاصيل الدفعة الثانية
وبيّن الصالح أن الحافلات التي وصلت اليوم، ضمن الدفعة الثانية، تتوزع بين:
- 160 حافلة مزدوجة بطول 18 مترًا
- 140 حافلة عادية بطول 12 مترًا
وذلك في إطار صفقة إجمالية تشمل 300 حافلة صينية، حيث وصلت الدفعة الأولى (111 حافلة) منتصف شهر جوان الماضي. وستُخصص هذه الحافلات لتعزيز خطوط النقل داخل العاصمة، مع أولوية للمناطق ذات التغطية الضعيفة.

صفقة وطنية ثانية قيد التنفيذ
كما كشف الرئيس المدير العام لشركة النقل عن صفقة وطنية ثانية بصدد التنفيذ، تشمل اقتناء 418 حافلة إضافية، من بينها حافلات عادية ومزدوجة وأخرى مكيّفة، ستُوزّع على مختلف ولايات الجمهورية في إطار تصور شامل للنهوض بقطاع النقل العمومي على المستوى الوطني.
كلفة إجمالية ومواصفات تقنية
وقدّر الصالح الكلفة الجملية لصفقة الحافلات بـ152 مليون دينار، مؤكّدًا أنّ هذه الحافلات مجهّزة بأحدث التكنولوجيات، وتراعي شروط الراحة والسلامة، بما يتماشى مع متطلبات الاستعمال اليومي للمواطن التونسي.
وتندرج هذه الاقتناءات في إطار تنفيذ قرارات رئيس الجمهورية المتعلقة بتجديد أسطول النقل وتحسين جودة الخدمات، دعمًا للحق في تنقل لائق وآمن على كامل تراب الجمهورية.
ووفقًا لمجمع الزواري الممثل الرسمي لشركة KING LONG الصينية في تونس، تم تصنيع الحافلات وفق معايير عالمية، بما يسهم في دعم أسطول النقل العمومي وتحسين خدماته، تماشيا مع رؤية رئيس الجمهورية للدور الاجتماعي للدولة. وأشار المجمع إلى أن المزود الصيني حرص على تقليص آجال التصنيع من 6 إلى 4 أشهر احترامًا للالتزامات تجاه تونس، مشيرًا إلى أن سعر الحافلة الصينية يقلّ بنسبة تقارب 30% عن نظيرتها الأوروبية بنفس المواصفات.

