اجتمعت هذا الأسبوع في تونس سبعون ضابطة شرطة من 11 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال وغرب إفريقيا، ضمن ورشة عمل الإنتربول للنساء في مكافحة الإرهاب، لتسليط الضوء على الدور المتنامي والحيوي للنساء في جهود الأمن العالمي.
استمرت الفعالية لمدة أربعة أيام، ونظمتها وزارة الداخلية التونسية بمساهمة وتمويل من وزارة الشؤون العالمية الكندية ووزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، وجمعت ضابطات من رتب مختلفة لتبادل الخبرات، ومشاركة أفضل الممارسات، وتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.
وقالت مادلين ماكتاج، المديرة المساعدة لعمليات مكافحة الإرهاب في الإنتربول والتي قادت الوفد الممثل للإنتربول وشرطة نيويورك:
“جمعنا هؤلاء الضابطات من أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا لإثبات أن القيادة النسائية في مكافحة الإرهاب تقوي الحلول، وتعزز الشبكات، وتساهم في مستقبل أكثر أمانًا.”
اشتملت الورشة على برنامج متنوع لتعزيز القدرات التشغيلية والتطوير المهني. ومن أبرز الفعاليات كانت جلسة نقاش حول أجندة الأمم المتحدة للنساء والسلام والأمن، التي تناولت دور النساء في المبادرات الأمنية والسلمية.
كما شاركت المشاركات في دورة تدريبية متخصصة في التحقيق في مسار الجرائم بعد الهجمات الإرهابية، مما أتاح تبادل الخبرات العملية حول أساليب التحقيق المستخدمة في مناطق مختلفة، وتعلم أفضل الممارسات لتطبيقها محليًا.
قدمت الورشة دراسات حالة ملهمة من تونس والعراق وغانا ولبنان لتسليط الضوء على إنجازات وتحديات النساء في مكافحة الإرهاب بالمنطقة، وإظهار مساهماتهن الفعلية في الأمن الوطني والإقليمي.
وأكدت هاجر العش مديرة القطب الأمني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في تونس على أهمية الاستمرار في تطوير المهارات المهنية للنساء في الأمن، مشددة على:
“شجعوا النساء في أجهزة الأمن على المضي قدمًا، لا تتوقفوا عن التعلم، واغتنموا كل الفرص للنمو والتطور.”
وعلقت المحققة ماكتاج على أهمية هذا التجمع قائلة:
“وقفت سبعون ضابطة شرطة من إحدى عشرة دولة معًا، يشاركن مهاراتهن وقصصهن وقوتهن. النساء في القيادة وأجهزة الأمن يغيرن مستقبل مكافحة الإرهاب. عندما تكون المرأة على الطاولة، تصبح الحلول أذكى، الشبكات أقوى، والمجتمعات أكثر أمانًا.”
تؤكد هذه الورشة التزام الإنتربول بتعزيز التنوع والشمول في أجهزة الأمن الدولية، مع الإشارة إلى أن مكافحة الإرهاب الفعالة تتطلب مشاركة جميع قطاعات المجتمع. من خلال الاستثمار في الضابطات وخلق منصات للتعاون، يبني المجتمع الدولي استجابات أمنية أكثر قوة وشمولية.
وأشار التقرير إلى أن نجاح الورشة هذا العام يعكس الاعتراف العالمي المتزايد بأهمية قيادة النساء ومساهمتهن الجوهرية في استراتيجيات الأمن الحديثة والفعالة.

