شهد مطار نيس كوت دازور في العقد الحالي سلسلة من المشاكل التي أثرت على حركة الطيران بشكل ملحوظ، حيث شملت هذه المشاكل حوادث كادت أن تؤدي إلى تصادم طائرات، بالإضافة إلى تأخيرات متكررة وإلغاء بعض الرحلات، إلى جانب المشاكل المتكررة في برج المراقبة الجوية، مما ترك آثارًا مباشرة على سلامة الرحلات الجوية ورضا المسافرين.
عاني المطار من نقص حاد في عدد موظفي المراقبة الجوية، حيث لا يغطي العدد الحالي جميع المهام المطلوبة، وقد دخل بعض المراقبين في إجازات مرضية للتعافي النفسي بعد حادثة وقعت في 21 سبتمبر 2025 كادت تؤدي إلى تصادم طائرة نوفال إير التونسية مع طائرة إيزي جيت على المدرج.
وقد صرح أحد المراقبين قائلاً إن ثلاثة أشخاص غائبون للتعافي النفسي بعد الحادث، وأن الوضع معقد منذ بداية عام 2025، وكلما قل عدد المراقبين زادت مساحة العمل وعدد الطائرات التي يجب التحكم بها.
وأكد تقرير من صحيفة Nice-Matin بعد مقابلة مع أحد المراقبين أن “ثلاثة أشخاص غائبون للتعافي بعد الصدمة النفسية التي سببها الحادث”، مضيفًا أن “نقص عدد الموظفين في برج المراقبة مقلق، ولم أشهد من قبل أعدادًا منخفضة بهذا الشكل.
منذ بداية 2025 الوضع معقد، فكلما قل العدد، زادت المساحة التي يجب تغطيتها وعدد الطائرات التي يجب إدارتها”.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت المديرية العامة للطيران المدني تنظيمات صارمة على الرحلات بسبب نقص الموظفين، حيث حُدد عدد الرحلات المسموح بها في الساعة، الأمر الذي أدى إلى تأخيرات كبيرة وإلغاء بعض الرحلات، خاصة خلال فترات الذروة الصيفية. وقد أوضحت العامة للطيران المدني في فرنسا لفرانس 3 كوت دازور أن المطار يواجه صعوبات تشغيلية ناجمة عن عوامل متعددة تشمل نقص المراقبين وغياب جزء من الفريق بعد حادثة الاقتراب الخطير للطائرات، بالإضافة إلى حركة مرور طائرات الأعمال المرتبطة بفعاليات مثل Monaco Yacht Show، مشيرة إلى أنهم يطبقون تعديلات تشغيلية بالتنسيق مع شركات الطيران لضمان السلامة، مع الحد من التأثير على جدول الرحلات.
وفي 21 سبتمبر 2025، وقع حادث كاد أن يؤدي إلى تصادم بين طائرة EasyJet كانت على وشك الإقلاع وطائرة أخرى كانت تهبط على نفس المدرج، وقد تم تفادي الاصطدام بمناورة طارئة على بعد أمتار قليلة فقط، وتواصل تحقيقات مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لتحديد أسباب الحادث، الذي أثر نفسيًا على المراقبين وزاد من مشاكل نقص الكادر. وقد شهد يوم الجمعة 26 سبتمبر 2025 تأخيرات في الرحلات حيث تعرضت ثلاث من كل رحلتين لتأخير يزيد عن 30 دقيقة، ويرجع ذلك إلى التنظيمات المفروضة ونقص الكادر، وقد أبلغ الطيارون المسافرين أن السبب يعود إلى نقص الموظفين بعد الحادثة الأخيرة. كما أن ازدحام حركة الطيران خلال فترات الذروة يزيد الضغط على برج المراقبة ويخلق حالات إجهاد وتشويش يمكن أن تؤثر على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.

تعود أسباب هذه المشاكل إلى نقص عدد المراقبين نتيجة الإجازات المرضية وحركة الموظفين وعدم تعويض العجز بشكل كافٍ، إضافة إلى تنظيمات الادارة العامة للطيران المدني في فرنسا التي تحد من عدد الرحلات في الساعة، والأحداث الخارجية مثل حركة طائرات الأعمال، وكذلك الضغط النفسي بعد الحوادث القريبة الذي يؤدي إلى توقف مؤقت لبعض المراقبين عن العمل. هذه العوامل مجتمعة تزيد من احتمالية الحوادث الجوية، وتضع ضغطًا أكبر على المراقبين الباقين ما يرفع خطر الخطأ البشري، وتشير الحوادث القريبة إلى أن السلامة الجوية مهددة إذا لم يتم معالجة الأزمة عاجلاً.
ومن أجل تحسين الوضع، تقترح الجهات المختصة توظيف مراقبين جدد لتعويض النقص، وتدريب المراقبين على التعامل مع الضغط النفسي وحالات الطوارئ، وتحسين التكنولوجيا والمعدات لزيادة كفاءة المراقبة، إلى جانب التخطيط الأفضل للرحلات خلال أوقات الذروة لتجنب التكدس في برج المراقبة. باختصار، يعاني مطار نيس كوت دازور من أزمة تشغيلية حادة في برج المراقبة الجوية تجمع بين نقص الموظفين والضغط النفسي بعد الحوادث والتنظيمات الصارمة، مما يؤدي إلى تأخيرات وإلغاءات وتهديد محتمل لسلامة الرحلات الجوية.

