أكد النائب أحمد السعيداني أن وجود رئيس للجمهورية بخطاب سيادي وإرادة وطنية، رغم أهميته، لا يكفي وحده لبناء دولة قوية ومستقرة، مشددًا على أن التناقضات التي تعيشها البلاد “أعمق من شخص الرئيس، وأوسع من صلاحيات القصر”.
وفي تدوينة سياسية لافتة، اعتبر السعيداني أن الحسم الحقيقي للأزمات يقتضي توفر أداة سياسية فاعلة، وتعبئة اجتماعية واسعة، وتفكيكًا للمنظومة الاقتصادية القديمة، وبناء قاعدة إنتاج حقيقية، وتحرير القرار الاقتصادي قبل السياسي.
وأوضح النائب أن انتقاد رئيس الجمهورية قيس سعيّد ليس موجّهًا لإضعافه أو إسقاطه، بل من منطلق الحرص على نجاح المشروع الوطني، قائلًا:“ننتقد قيس سعيّد لأن الوطنية وحدها لا تبني دولة، ولأن الإرادة وحدها لا تصنع منوالًا اقتصاديًا، ولأن الخطاب وحده لا ينتج ثروة.”
كما شدد السعيداني على أن السلطة دون رقابة تُخطئ، والزعيم دون مساءلة ينعزل، والمشروع دون تصويب ينحرف، معتبرًا أن النقد الصريح هو شرط أساسي لتقوية الحكم لا لإضعافه.
وختم بالقول إن الوفاء الحقيقي للمشروع الوطني يمر عبر الصراحة والشجاعة والرغبة الجادة في تحويل السيادة من شعار إلى دولة قائمة على الإنتاج والعدالة والاستقلال الاقتصادي.

