الرئيسيةآخر الأخبارAirbus توجه مشكلة تقنية جديدة

Airbus توجه مشكلة تقنية جديدة

تشهد شركة Airbus واحدة من أكثر الفترات اضطراباً في تاريخها الحديث، بعد سلسلة من المشاكل التقنية والصناعية التي طاولت طائراتها الأكثر انتشاراً في العالم، A320

. فبعد أيام قليلة من إعلان تجميد نحو 6,000 طائرة بسبب خلل برمجي عالمي، وجدت الشركة الأوروبية نفسها أمام أزمة جديدة تتمثل في مشكلة جودة في ألواح معدنية مستخدمة في هياكل بعض الطائرات، ما أثار قلق الشركات المشغّلة وخبراء الطيران، ودفع أسهم الشركة إلى تسجيل أكبر تراجع لها منذ سنوات.

خلل برمجي عالمي يصيب 6 آلاف طائرة

بدأت الأزمة أواخر نوفمبر 2025 عندما تمكّنت Airbus من رصد خلل برمجي في وحدة تحكم مرتبطة بأنظمة ضبط الارتفاع، وهي مشكلة وُصفت بأنها مرتبطة على الأغلب ببيانات متضرّرة نتيجة موجة قوية من الإشعاعات الشمسية.


وقد أدى ذلك إلى إصدار تحديث عاجل يشمل حوالي 6,000 طائرة من عائلة A320 حول العالم، وهو ما تسبب في اضطرابات واسعة في حركة النقل الجوي.

ورغم أن معظم الطائرات عادت للخدمة خلال ساعات، أكدت تقارير أن أقل من 100 طائرة بقيت قيد الفحص الفني الإضافي.

أزمة جديدة: عيب تصنيع في ألواح الهياكل

بعد هذا التوتر التقني، أعلنت Airbus في بداية ديسمبر عن اكتشاف مشكلة جودة في بعض الألواح المعدنية (panneaux métalliques) المستخدمة في هيكل طائرات A320.


وأفادت الشركة بأن المشكلة مصدرها “مزوّد خارجي”، وأن عدد الطائرات المعنية بالتفتيش قد يصل إلى 628 طائرة، ما شكّل صدمة إضافية لشركات الطيران التي لا تزال تتعامل مع تداعيات الأزمة السابقة.

مصادر صناعية أكدت أن هذه الألواح تدخل في أجزاء حساسة من الهيكل، وأن عملية الفحص ضرورية لتحديد ما إذا كان الخلل يستوجب إصلاحات طفيفة أو استبدالاً كاملاً لبعض القطع.

Airbus تطمئن… لكن السوق لا يهدأ

رغم تأكيد الشركة أنه لا توجد مخاطر فورية على سلامة الطيران، فإن هذه المعلومات أدت إلى تراجع قيمة سهم Airbus بما يقارب 10% في أولى جلسات التداول بعد الإعلان، في أكبر خسارة يومية للشركة منذ أكثر من خمس سنوات.


ويرى خبراء أن هذا التراجع يعكس حجم القلق لدى الأسواق بشأن:

  • موثوقية سلسلة التزويد
  • قدرة الشركة على احترام جداول التسليم
  • ارتفاع تكاليف الصيانة والتفتيش
  • احتمال تأجيل دفعات جديدة من الطائرات لعملائها الرئيسيين

ومباشرة عقب الأزمة، اضطرت Airbus إلى تقليص هدف تسليم الطائرات لسنة 2025 من حوالي 820 إلى 790 طائرة فقط.

تداعيات على شركات الطيران حول العالم

أفادت عدة شركات طيران أوروبية وآسيوية أنها تتوقع:

  • إلغاء أو تأخير بعض الرحلات بسبب الحاجة إلى عمليات فحص هيكلي إضافية
  • تعطّل في برمجة الجداول الجوية على المدى القريب
  • ارتفاع تكاليف الصيانة خلال الأشهر المقبلة

في المقابل، أكدت سلطات الطيران المدني في أوروبا والولايات المتحدة أنها تتابع الموضوع “عن كثب”، وأنها قد تطلب إجراءات تفتيشية إضافية إذا لزم الأمر.

تراكم الإخفاقات يعيد أسئلة الثقة

يرى مراقبون أن الجمع بين خلل برمجي واسع وعيب تصنيع هيكلي خلال فترة زمنية قصيرة، قد يعيد فتح نقاشات حساسة داخل القطاع حول:

  • فعالية الرقابة على سلسلة التوريد لدى Airbus
  • الضغط الهائل على خطوط الإنتاج لتلبية الطلب العالمي
  • اعتماد الشركة على مزوّدين خارجيين لقطع حساسة
  • تأثير نقص اليد العاملة المتخصصة بعد مرحلة جائحة كورونا

وبينما تواصل الشركة العمل مع الموردين لتحديد مصدر الخلل بدقة، يعتقد خبراء أن هذه الأزمة قد تكون “جرس إنذار” بشأن ضرورة تعزيز الرقابة التقنية والمخبرية داخل مصانع الشركة وشبكة المزودين.

Airbus بين امتحانين: الثقة والتسليم

في وقت تستعد فيه الشركات العالمية لاستقبال موسم السفر الشتوي، تواجه Airbus تحدياً مزدوجاً:

  1. استعادة ثقة شركات الطيران التي تعتمد بشكل كبير على أسطول A320.
  2. الحفاظ على نسق الإنتاج والتسليمات في ظلّ الاضطرابات المتتالية.

ورغم محاولات التطمين، فإن الملفات المفتوحة — من تحديث البرمجيات إلى تفقد ألواح الهياكل — تجعل من الأسابيع المقبلة مرحلة حاسمة بالنسبة للمصنّع الأوروبي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!