شهدت رحلة Air France 1184 المتجهة إلى مطار تونس قرطاج يوم 18 أكتوبر 2025 حادثًا غير مسبوق، عندما قامت راكبة فرنسية في حالة سكر واضحة بالاعتداء لفظيًا وجسديًا على مسافرتين تونسيّتين، ما أثار صدمة الركاب وطاقم الطائرة.
وقالت الضحية التونسية،و.م التي أجرت مؤخرًا عملية جراحية في وجهها، إن الحادث وقع مباشرة بعد هبوط الطائرة، أثناء استعداد الركاب لمغادرتها. وأضافت أن المرأة المخمورة بدأت بالصراخ على ابنة خالتها في ممر الطائرة قائلة: «تحركي، نريد الخروج!» قبل أن تحاول المرور بالقوة دون احترام ترتيب الخروج.
وحين حاولت الضحية التقدم مع ابنة خالتها للإبلاغ عن السلوك العدواني لرئيسة المضيفات، هاجمتها المعتدية بعنف، دافعة إياها بقبضتيها إلى الأمام، ما اضطر المضيفة للتدخل لمنع إصابتها بجدار الطائرة.
وقالت الضحية: «كنت على وشك الاصطدام بجدار الطائرة لولا تدخل المضيفة. لقد كان الموقف صادمًا للغاية».
ولفتت إلى أن رئيسة المضيفات اتصلت على الفور بقائد الطائرة بعد أن رفضت المعتدية التعاون، وعرض الطاقم استدعاء الشرطة، وهو ما وافقت عليه الضحايا.
وبمجرد نزولها من الطائرة، استمرت المعتدية في التصرف بعنف وقالت: «لم أكن أعتقد أن تونس هكذا!» وأضافت: «أنا فرنسية، أنا في فرنسا، ماذا تريدون مني؟».
وردت الضحية التونسية: «أنتِ في تونس، سيدتي. إذا لم تعجبك تونس، عودي إلى بلدك»، مشيرة إلى باب الطائرة. وأضافت: «كنت سأترك الأمر، لكن بعد سماع مثل هذه التصريحات عن بلدي، قررت المضي في شكواي رغم التعب».
تدخلت شرطة مطار تونس قرطاج بسرعة، وأخذت الضحايا والمعتدية إلى قسم الشرطة لجمع الشهادات. وأكدت الشرطة أن المرأة كانت في «حالة سكر متقدمة» وكانت تصدر تصريحات غير منطقية، وذكرت أسماء دبلوماسيين وسفارات وبنوك كبيرة، كما حاولت تصوير الموجودين على متن الطائرة رغم التحذيرات.
وأشار الطاقم إلى أنه قدم تقريرًا رسميًا حول الحادث، إلا أن الطائرة غادرت قبل أي تدخل إضافي. وقدمت الضحايا شكوى رسمية عن اعتداء لفظي وجسدي بمساعدة المفتش وائل الجماللي.
وأكدت الضحية أن القانون التونسي يسري على الجميع داخل البلاد، بما في ذلك الأجانب، وأن مثل هذه التصرفات غير مقبولة. وشددت على ضرورة أن تقوم شركات الطيران، بما فيها Air France، بتعزيز بروتوكولات السلامة لمواجهة السلوك العدواني أو الخطير على متن الطائرات، خاصةً المرتبط باستهلاك الكحول.
وأشادت الضحية بتدخل عناصر الشرطة الذي ساهم في تهدئة الموقف وضمان سلامة الركاب وطاقم الطائرة، داعية وسائل الإعلام والجمهور لمشاركة الحادث كتحذير وللدعوة إلى احترام القانون والأمن على متن الرحلات.
