نشرت مكتب التحقيق والتحليل الفرنسي لسلامة الطيران المدني (BEA) تقريره الأوّلي حول الحادث الخطير الذي جدّ في مطار نيس كوت دازور، والذي كان بطله طائرة تابعة لشركة “نوفال إير” التونسية من طراز إيرباص A320-214 والمسجّلة تحت رقم TS-INP.
ووفق التقرير، فإن الحادث وقع مساءً حين كانت الطائرة في مرحلة الهبوط، بعد أن طلب الطاقم تغيير مسار الرحلة بسبب ظروف جوية سيئة رُصدت على الرادار، ما أدى إلى اعتماد نهج هبوط مختلف (RNP A) عن الإجراء المعتمد رسميًا في تلك اللحظة (RNP Z).وهذا الهبوط هو مسار دقيق مبرمج في أجهزة الطائرة يسمح للطيارين بالاقتراب من المطار والهبوط دون الاعتماد الكامل على إشارات أرضية.
ويشير التقرير إلى أن الرؤية كانت جيدة في البداية (أكثر من 10 كلم)، لكنها تدهورت فجأة إلى 2800 متر خلال دقائق قليلة، ما قد يكون أربك الطاقم وأثر على دقة الاقتراب.
لكنّ الخطأ الأخطر حصل عند الساعة 21:31، حين اصطفّت الطائرة التونسية بالخطأ على المدرج 04R بدلًا من المدرج 04L، في الوقت الذي كانت فيه طائرة “إيزي جِت” تستعد للدخول إلى نفس المدرج.
نظام المراقبة الأرضية المتقدم أطلق إنذارًا من المستوى الأحمر يشير إلى خطر اصطدام محتمل بين الطائرتين.
ورغم صدور تنبيهات متكرّرة، لم تأمر برج المراقبة الطاقم التونسي بإلغاء الهبوط إلا بعد نحو نصف دقيقة، أي عندما كانت المسافة بين الطائرتين لا تتجاوز بضعة أمتار.
ويخلص التقرير إلى أن الحادث كان قريبًا جدًا من الاصطدام الفعلي، مشيرًا إلى أنّ حوادث مشابهة سُجلت سابقًا في المطار نفسه، خصوصًا بسبب تشابه نظام إنارة المدرجين 04L و04R، ما يستدعي إجراءات تصحيحية عاجلة.
وأكد مكتب التحقيق الفرنسي أنّ التحقيق لا يزال جاريًا، وأن التقرير النهائي سيُصدر لاحقًا بعد استكمال التحاليل التقنية والتنسيق مع السلطات التونسية وشركة نوفال إير.
