الرئيسيةآخر الأخبارهل تحصلت الجزائر على الطائرة الشبح الروسية

هل تحصلت الجزائر على الطائرة الشبح الروسية

كشف موقع RealClearDefense أن روسيا أعلنت على هامش معرض دبي أنها سلّمت مُقاتلتين شبحيتين من طراز سوخوي Su-57 إلى أول زبون خارجي لها، والذي يُرجَّح أن يكون الجزائر.

هذه العملية لم يُجرَ الإعلان عنها حينها، وتشير التقديرات إلى أنها مرّت عبر ليبيا. ورغم أن معظم الاهتمام الدولي بالوجود الروسي في ليبيا يتركز عادة على دعم العمليات في الساحل الإفريقي أو على الانسحاب من سوريا والسيطرة على شرق المتوسط، فإن وصول الـ Su-57 “FELON” يكشف أهمية متزايدة لكل من ليبيا والجزائر في الحسابات الجيوسياسية الروسية، وفي مستقبل صادرات موسكو من الطائرات الشبحية، بل وحتى ما قد يترتب عنه من عمليات محتملة في فنزويلا.

تُصنَّع مقاتلات Su-57 في مصنع كومسومولسك-نا-آمور للطائرات في أقصى شرق روسيا، بينما تُعد قاعدة أم البواقي شرق الجزائر العاصمة مقرّ المقاتلات الجزائرية الأحدث. تبلغ المسافة من البحر الأسود إلى الجزائر حوالي 1500 ميل بحري، غير أن إغلاق المجال الجوي الأوروبي أمام روسيا منذ الغزو الشامل لأوكرانيا رفع المسافة إلى نحو 2000 ميل بحري. لا تُعرف المدىّات الدقيقة للـ Su-57، إلا أن مقاتلة F-22 الأميركية مع خزانات وقود خارجية تبلغ قرابة 1600 ميل بحري، من دون احتساب قيود الوقود والقدرة المحدودة على التزود جواً، إضافة إلى أن الطائرة الشبحية لا يمكن نزع أجنحتها كما يحدث مع طائرات أخرى.

حسب الموقع فان كل الطرق التي تسمح بانتقال الـ Su-57 من روسيا إلى الجزائر تمرّ عبر تركيا وتتطلب دعماً من المناطق التي يسيطر عليها خليفة حفتر في شرق ليبيا. وتدير روسيا عملياتها من خمس قواعد جوية أساسية في ليبيا:


• قاعدة الخادم شرق بنغازي
• قاعدة القرضابية جنوب سرت
• قاعدة الجفرة وسط البلاد
• قاعدة براك الشاطئ جنوب غرب الجفرة
• وقاعدة معيتيقة/مَتّين السرة في الجنوب الشرقي

وإذا لجأت روسيا للتزود بالوقود جواً في الطريق، فقد تُخفي عملية النقل ضمن رحلات النقل العسكرية المعتادة نحو قاعدة الخادم. كما أن الهبوط وإعادة التزود بالوقود في الخادم يقسم الرحلة إلى مرحلتين بطول 1000 ميل بحري لكل منهما. وتبقى القرضابية خياراً آخر على الساحل، وتستضيف بالفعل طائرات روسية.

تبرز ليبيا هنا كعنصر جديد في سلسلة لوجستية دولية تدعم صادرات الطائرات الشبحية الروسية. فهذه الطائرات تحتاج إلى عمليات صيانة دقيقة للحفاظ على طلاءها الشبح، كما أن إغلاق المجال الجوي الأوروبي زاد من صعوبة وصولها إلى زبائن بعيدين مثل بيرو وفنزويلا، اللتين تلقتا في السابق طائرات روسية عبر طائرات الشحن An-124، وهو خيار غير متاح للـ Su-57 لأن نزع أجنحتها يُتلف طلاءها الشبح. وقد واجهت بريطانيا في جوان 2025 وضعاً مشابهاً عندما تعطلت طائرة F-35B في الهند وكادت تُضطر لتفكيكها.

وفي معرض تشوهاي الجوي بالصين عام 2024، عُرضت مقاتلة Su-57 بعد نزع أجنحتها داخل طائرة An-124، ولم يُغطَّ منها سوى قمرة القيادة ومستشعر IRST، ما يشير إلى أنها كانت من نسخة لا تحمل الطلاء الشبح الكامل. كما أن المقاتلة التي شاركت في العروض الجوية كانت قد تزودت بالوقود في مطار تاييوان، ما يدعم فرضية أن مداها أقل من 1500 ميل بحري بين كومسومولسك-نا-آمور وتشونغهاي.

بالنسبة لروسيا (ولدرجة أقل للصين)، سيحد هذا القيد اللوجستي من مبيعات وصيانة الطائرات الشبحية في نصف الكرة الغربي. وسيكون لزاماً زيادة مواقع الإنتاج والتمركز وقدرات التزود بالوقود، أو نقل الطائرات بحراً. كما يشير ذلك إلى أن طائرات Su-30 الفنزويلية ربما لم تخضع لصيانة معمّقة منذ 2022.

وتحتاج روسيا إلى نجاح الـ Su-57 FELON لتطوير طائرتها الشبحية القادمة Su-75 Checkmate. فقد فشلت موسكو في تسويق الـ Su-57 للهند وإيران وكوريا الشمالية وتركيا وفيتنام والإمارات بسبب عدم مطابقتها للمتطلبات، وضعف التمويل، والضغوط السياسية الأميركية. وتكتسب الجزائر أهمية متنامية في هذا السياق، إذ إن أي تسليم لها يمرّ عبر ليبيا، على الأرجح من خلال قاعدة الخادم أو القرضابية لدعم التزود بالوقود وتوفير الغطاء اللوجستي.

في إفريقيا، تركز التحليلات عادة على نشاط “فيلق إفريقيا” الروسي (فاغنر سابقاً) في منطقة الساحل، أو على تراجع النفوذ الفرنسي والأميركي. وبينما تواجه روسيا ضغوطاً بسبب حربها في أوكرانيا، تُعد مناطق غاو وباماكو في مالي، وكذلك غينيا وغينيا-بيساو، إضافة إلى أي تعاون محتمل مع البرازيل، والمعالجة المستقبلية لحاملة الطائرات الروسية الأدميرال كوزنيتسوف، من الملفات التي تستحق المتابعة. كما أن جميع الدول مدعوة لإيلاء اهتمام أكبر بمتطلبات الدعم البري والبحري الضرورية للعمليات الجوية والفضائية، خاصة في الجزائر وليبيا وأفريقيا.

ويقول الخبراء في المجال ان تصميم Su-57 يسمح بتخفي متوسط، ليس بمستوى F-35 أو F-22، خاصة أمام رادارات النطاقات المتعددة.

2. محدودية الإنتاج

روسيا لديها قدرة إنتاج بطيئة نسبيًا، ما يقلّص عدد الطائرات الجاهزة ويعقد عمليات الصيانة والدعم اللوجستي.

3. مسألة المحرك

التطوير الكامل لمحرك Izdeliye-30 ما يزال محدودًا في الإنتاج الواسع، ما قد يقلّص الأداء الحقيقي في المدى القصير.

4. قابلية البقاء العملياتية

طائرة جيل خامس تحتاج دعمًا تقنيًا وصيانة ممتازة — وهو تحدٍّ لأي دولة مشغّلة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!