تداول عدد من رواد صفحات التواصل الاجتماعي خبر يزعم أن ” زعيم حزب البناء الوطني الجزائري عبد القادر بن قرينه أكد أن وزارة الدفاع الجزائري فتحت تحقيقا لتسرب اتفاق سري للدفاع المشترك مع تونس 7 اكتوبر 2025 تم تسريبها على مواقع التواصل الاجتماعي ” وبعد بحث معمق قامت به تونيزي تيليغراف تبين أن بن قرينة لم يتعرض لهذا الموضوع بأية صفة كانت وان ما يتم تداوله على لسان هذا الاخير لا أساس له من الصحة كما ان الموقع المعني لم يتعرض هو الاخر لهذا الموضوع .

وأثارت وثائق نشرتها قناة الزيتونة، قيل إنها تتعلق باتفاقيات سرّية بين تونس و الجزائر من جهة و الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، جدلًا واسعًا في الأوساط التونسية، حيث عبّر عدد كبير من المواطنين عن استغرابهم من محتواها، وشكّك كثيرون في مصداقيتها، فيما دعا آخرون السلطات الرسمية إلى توضيح حقيقة الأمر، في ظلّ صمت رسمي استمرّ لساعات.
وفي هذا السياق، استهجن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، خلال لقائه أمس الأول برئيسة الحكومة، تداول مثل هذه الأخبار، نافيًا بشكل غير مباشر أن تكون تونس قد وقّعت مثل هذه الاتفاقيات. وشدّد رئيس الدولة على أنه «لا مجال للمسّ بالسيادة الوطنية»، مؤكدًا أن المحاسبة «حقّ مشروع للشعب» بالنظر إلى ما عاناه من ظلم وتفريط في الثروات.
وأضاف سعيّد أن «الدولة لا تُدار بالتدوينات ولا بافتعال وثائق لا وجود لها إلا في خيال أصحابها»، معتبرًا أن مروّجي هذه المعطيات «مفضوحون ومكشوفون»، وفق تعبيره.
ويأتي هذا الجدل في وقت سبق فيه وزير الدفاع الوطني، خالد السهيلي، أن أوضح، خلال جلسة عامة بمجلس نواب الشعب يوم 12 نوفمبر الماضي، أن الاتفاقية العسكرية بين تونس والجزائر ليست جديدة، بل تعود إلى سنة 2001، وتمّت مراجعتها لتحيينها وتوسيع مجالات التعاون بما يتلاءم مع المستجدّات، خاصة في ما يتعلّق بمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود وتأمين الحدود المشتركة.
وأكد السهيلي أن العلاقات التونسية الجزائرية تقوم على تاريخ مشترك وشراكة استراتيجية ثابتة لا تحمل أي طابع سياسي أو اصطفافي، معتبرًا أن تعزيز التعاون العسكري بين البلدين خيار استراتيجي يخدم أمن واستقرار المنطقة.
وأوضح الوزير أن الاتفاقية تمخّضت عن اجتماعات ثنائية عُقدت بالجزائر، من بينها لقاء مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وأسفرت عن توسيع التعاون في مجالات التكوين والتدريب وتبادل المعلومات والخبرات، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
وفي السياق ذاته، شدّد وزير الدفاع على أن بعض الأطراف عمدت إلى توظيف الاتفاقية وبثّ الإشاعات حولها، لافتًا إلى أنه «كلما تعزّز التقارب بين تونس والجزائر كثرت المغالطات».
وختم السهيلي بالتأكيد على أن ما يهمّ تونس بالأساس هو حماية أمنها وحدودها وسيادتها، مذكّرًا بأن الجيش التونسي يمتلك إرثًا تاريخيًا ارتبط بالحركة الإصلاحية وبالدفاع عن الدولة الوطنية.

