منذ أن قدّم السفير الأمريكي بيل بزي أوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد بقصر قرطاج يوم 21 نوفمبر 2025، سجّل الدبلوماسي الجديد حضورًا لافتًا وحركية غير مسبوقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ما يعكس توجّهًا واضحًا نحو فتح مرحلة جديدة من التعاون بين واشنطن وتونس.
فبعد أيام قليلة من دخوله رسميًا حيّز مهامه، انطلق السفير بزي في سلسلة لقاءات مكثّفة، بدأها يوم 26 نوفمبر بالاستماع إلى روّاد الأعمال التونسيين المستفيدين من برنامج PROMISE المموّل من الولايات المتحدة، حيث اطّلع على مشاريعهم واستمع إلى تقييمهم لدور دعم القطاع الخاص الأمريكي في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال في تونس، مؤكّدًا أهمية هذه المبادرات في تطوير العلاقات التجارية بين البلدين.

وفي 28 نوفمبر، انضمّت السفارة الأمريكية إلى شركة Conflict Kinetics من فيرجينيا وشركة AM General من إنديانا خلال حفل خُصّص لتسليط الضوء على عملية نقل معدات أمنية بقيمة 28 مليون دولار إلى الجيش التونسي. ويمثّل هذا الدعم أحد أكبر التحركات اللوجستية الأميركية لتونس خلال السنوات الأخيرة، إذ يعزّز قدرات المؤسسة العسكرية الوطنية ويساهم في الوقت نفسه في تنشيط الصناعة الدفاعية الأمريكية.
كما استضافت غرفة التجارة التونسية الأمريكية يوم 1 ديسمبر لقاءً موسّعًا جمع السفير بزي بعدد من الفاعلين الاقتصاديين، خُصّص لتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز الروابط التجارية والفرص الاستثمارية، بما يجعل البلدين وحلفاءهما في موقع اقتصادي أقوى وأكثر ازدهارًا.

ومع انطلاق شهر ديسمبر، تواصلت الدبلوماسية النشيطة للسفير الجديد بلقاء وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي للتباحث في ملفات الشراكة الأمنية الاستراتيجية بين تونس والولايات المتحدة، وهي شراكة تصفها واشنطن بأنها أساسية لجعل البلدين أكثر أمنًا وقوّة، وتعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة تواجه تحديات متصاعدة.
ويأتي هذا الزخم الدبلوماسي في سياق تأكيد السفير بزي، عقب تقديم أوراق اعتماده، التزامه بالعمل على “كتابة فصل جديد من مسيرة التعاون بين البلدين”، مركّزًا على دعم الصادرات الأمريكية، وتعزيز العلاقات الدفاعية، وتطوير شراكات منصفة في المجال التجاري، إضافة إلى دعم ريادة الأعمال وخلق فرص اقتصادية مشتركة.
نشاط محموم في أقل من عشرة أيام، يشي بإرادة أمريكية واضحة لإعادة تنشيط الملفات الثنائية مع تونس، ويضع العلاقات بين البلدين على مسار أكثر ديناميكية في مرحلة تبدو حافلة بالرهانات السياسية والاقتصادية والأمنية.

