وصلت إلى تونس يوم الأربعاء 25 جوان 2025، دفعة ثانية من 85 حافلة فرنسية مستعملة، مُهداة من قبل منطقة إيل دو فرانس وشركة RATP، بعدما تم إرسال دفعة أولى تضم 80 حافلة في شهر أفريل الماضي، ليبلغ بذلك العدد الجملي للهبة 165 حافلة.
وأكدت السفارة الفرنسية بتونس عبر منصة X (تويتر سابقاً) أن “الوعد قد تم الإيفاء به”، موضحة أن هذه الحافلات كانت قد استُخدمت في نقل الرياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال الألعاب الأولمبية والبارالمبية التي احتضنتها باريس عام 2024، وهي حافلات صديقة للبيئة ومجهزة لخدمة ذوي الإعاقة الحركية.
هذه المبادرة، حسب ما ورد في نشرة اقتصادية لوزارة الاقتصاد الفرنسية بتاريخ 27 جوان، تندرج في إطار دعم التعاون بين تونس ومنطقة إيل دو فرانس من أجل تعزيز “التنقل المستدام والشامل”.
في المقابل، لم تمرّ هذه الهبة مرور الكرام في فرنسا، حسب صحيفة Le JDD حيث أثارت موجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي. وتساءل العديد من المغردين: “ما تكلفة هذه العملية؟ وهل هناك مقابل؟”، بينما عبّر آخرون عن غضبهم من تقديم حافلات لبلد أجنبي في وقت تعاني فيه بعض المناطق الفرنسية من نقص في وسائل النقل.
وكتب أحدهم ساخرًا: “البلد الأغنى في العالم يوزع الهبات!”، بينما هاجم آخرون الحكومة قائلين: “خيانة للأمة.. نحن في حاجة لهذه الحافلات في الأرياف وفي مناطق ما وراء البحار”.
جدير بالذكر أن تونس لم تقتصر على هذه الهبة الفرنسية، إذ اقتنت أيضًا 300 حافلة جديدة من الصين، تسلمت منها حتى الآن 111 حافلة، في إطار صفقة تجارية بحتة دون أي هبة.
تثير هذه التطورات تساؤلات في الداخل الفرنسي حول أولويات الدعم، لكنها من جهة أخرى تعكس عمق الشراكة بين تونس وفرنسا في مجالات حيوية مثل النقل والمناخ والتنمية المستدامة.

