يبدو أن تصريح الكرونيكور خليفة الشيباني، الذي ربط بين حركة “Bloquons Tout” وقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يفتقر إلى الدقة في فهم السياق السياسي والزماني للحركة.
لقد ظهرت حركة “Bloquons Tout” في فرنسا في ماي 2025، أي قبل أكثر من شهرين من إعلان ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية في 24 جويلية 2025. بدأت الحركة عبر قناة تليغرام سرية أطلقها مجموعة تُدعى “Les Essentiels”،
وهي مجموعة تطالب بخروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وتدافع عن القيم المسيحية التقليدية. في البداية، كانت الدعوة محدودة ولم تلقَ صدى واسعًا.
لكن في يوليو 2025، بعد إعلان رئيس الوزراء فرانسوا بايرو عن خطة تقشفية تشمل تقليص الإنفاق العام، بما في ذلك إلغاء يومين من العطل الرسمية، وتجميد المعاشات، وتخفيضات في الخدمات العامة، بدأت الدعوة تنتشر بشكل أوسع على الإنترنت، خاصة بين الأوساط اليسارية واليسارية المتطرفة، مما أدى إلى تحول الحركة إلى احتجاج شعبي واسع النطاق.

تتمحور مطالب حركة “Bloquons Tout” حول قضايا اقتصادية واجتماعية داخلية، مثل:
- مطالبة الحكومة الفرنسية بالتراجع عن سياسات التقشف.
- تحسين مستوى معيشة الطبقات الشعبية والمتوسطة.
- إلغاء بعض الإجراءات الاقتصادية مثل تجميد المعاشات.
- دعم العدالة الاجتماعية والإصلاحات الديمقراطية.
لا توجد أي إشارات أو تصريحات من قادة الحركة تشير إلى أن اعتراف ماكرون بالدولة الفلسطينية كان دافعًا أو سببًا في انطلاق الحركة.
بناءً على المعلومات المتاحة، يبدو أن ربط خليفة الشيباني بين حركة “Bloquons Tout” وقرار ماكرون الاعتراف بالدولة الفلسطينية غير دقيق. الحركة نشأت استجابة للسياسات الاقتصادية الداخلية، ولا علاقة مباشرة لها بالسياسة الخارجية الفرنسية. لذلك، يمكن القول إن هذا الادعاء يفتقر إلى الأساس الواقعي والتتأريخي .

