الرئيسيةآخر الأخبارهل تهدّد الصين ريادة تونس في سوق زيت الزيتون؟

هل تهدّد الصين ريادة تونس في سوق زيت الزيتون؟

تواجه تونس، أحد أكبر منتجي زيت الزيتون في العالم، منافسًا غير متوقّع بدأ يطلّ من الشرق الأقصى: الصين. فبعد أن كانت مجرّد مستورد متزايد الطلب على الزيت المتوسطي، تحوّلت خلال السنوات الأخيرة إلى منتج ناشئ يسعى إلى فرض مكانة له في سوق تُقدّر قيمتها بمليارات الدولارات سنويًا.

صعود “الزيت الصيني”

تُنتج الصين اليوم ما بين 60 و80 ألف طن سنويًا من زيت الزيتون، بعد أن كانت إنتاجيتها شبه رمزية قبل عقد فقط. وقد تحوّلت مناطق مثل قانسو وسيشوان ويونّان إلى أحواض زيتون جديدة بفضل مشاريع حكومية ضخمة ضمن خطة الأمن الغذائي الوطني.


الهدف المعلن: تقليص الاعتماد على الواردات الأوروبية والمتوسطية، وخلق صناعة محلّية قادرة على المنافسة في الأسواق الآسيوية.

دعم حكومي وتسويق رقمي

السلطات الصينية تُقدّم إعفاءات جبائية ودعماً تقنياً لمزارعي الزيتون، فيما تضطلع شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Alibaba Agriculture وJD.com بدور مركزي في رقمنة التوزيع والتسويق الإلكتروني.


وقد ساعد هذا التوجّه على بيع الزيت الصيني داخليًا بأسعار منخفضة، كما بدأت عمليات تصدير محدودة نحو كوريا الجنوبية وماليزيا وتايلندا، ما يشكّل مؤشّرًا على نية بكين التحوّل من سوق مستورد إلى منافس إقليمي.

ضغط على المنتجين التونسيين

هذا التطور يضع تونس أمام تحدٍ مزدوج:
من جهة، تواجه منافسة على الأسعار في الأسواق الآسيوية التي كانت تراهن عليها لزيادة صادراتها، ومن جهة أخرى، يُعاد تشكيل ذوق المستهلك الآسيوي نحو زيوت أخفّ طعمًا وأقلّ حدّة من الزيت التونسي المعروف بقوته ونقائه.


كما أن المنصات الصينية الكبرى تحتكر قنوات الوصول إلى المستهلك، ما يجعل النفاذ التجاري للمنتجات الأجنبية أكثر صعوبة دون شراكات محلية قوية.

فرصة رغم التحدي

ورغم هذه المنافسة، تظلّ الصين مستورداً صافياً للزيت وتحتاج لتغطية طلب داخلي متنامٍ بفعل توسّع الطبقة الوسطى واهتمامها بالمنتجات “الصحية والمتوسطة الحموضة”.
وهو ما يمنح تونس فرصة ثمينة للتموقع عبر:

  • تسويق زيت الزيتون كمنتج فاخر وصحي يحمل هوية متوسطية واضحة.
  • عقد شراكات مباشرة مع الموزعين الصينيين لتجاوز الوسطاء الأوروبيين.
  • التركيز على الأسواق النخبوية (الفنادق والمطاعم الفاخرة والمتاجر المتخصصة).

بين التحدي والريادة

الرهان اليوم ليس فقط على الكمّ، بل على القيمة المضافة والهوية التونسية للمنتج. فإذا نجحت تونس في الجمع بين الجودة العالية والتسويق الذكي، يمكنها الحفاظ على ريادتها لا في السوق المتوسطي فحسب، بل أيضًا في أسواق آسيا الصاعدة حيث يتشكّل مستقبل زيت الزيتون العالمي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!