أدّى والي بنزرت، السيّد سالم بن يعقوب، اليوم زيارة ميدانية إلى معتمدية بنزرت الجنوبية لمتابعة تقدم موسم حصاد السلجم (المعروف كذلك بالكولزا،) رفقة رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، السيّد معز بن زغدان، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الجهويين والمحليين، وممثلي وزارة الفلاحة، والمنظمة الفلاحية، إلى جانب عدد من الفلاحين النشطين في هذا المجال.
وأكد والي بنزرت، بالمناسبة، التزام السلط الجهوية والمحلية بالعناية بالقطاع الفلاحي باعتباره أولوية استراتيجية، في تفاعل مع توجهات الدولة وتعليمات رئيس الجمهورية قيس سعيد، وتوصيات الحكومة، مشدداً على أن زراعة السلجم أصبحت من أبرز حلقات التميز الفلاحي بالجهة، حيث بلغت المساحات المزروعة خلال هذا الموسم حوالي 2800 هكتار.
وفي هذا السياق، شدد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري على أن زراعة السلجم لا تمثل فقط خياراً إنتاجياً، بل تحمل أبعاداً اقتصادية وبيئية هامة، إذ تساهم في تحسين مردودية الزراعات الكبرى من خلال دعم مبدأ التداول الزراعي، مما يُسهم في كسر الرتابة الفلاحية وتقليص استنزاف التربة.
فوائد اقتصادية ملموسة:
اقتصادياً، توفر زراعة السلجم فرص تنويع دخل الفلاحين، نظراً لما تشهده هذه الزراعة من طلب متزايد على المستوى العالمي لاستخدامها في إنتاج الزيوت النباتية والوقود الحيوي (البيوديزل). كما تُعد السلجم من الزراعات الأقل كلفة مقارنة ببعض الزراعات الكبرى الأخرى، ما يتيح للفلاح هامش ربح أوفر، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأولية والأسمدة.
مردودية بيئية متفوقة:
بيئياً، تُعد زراعة السلجم من الزراعات الصديقة للبيئة، إذ تعمل على تحسين خصوبة التربة بفضل تركيبتها النباتية الغنية، كما تساهم في تثبيت المواد العضوية داخل الأرض، والحدّ من انجراف التربة، فضلاً عن دورها في تقليص الحاجة إلى مبيدات الأعشاب الضارة نظراً لقدرتها على التغطية الأرضية الكثيفة.
وقد أكد رئيس الاتحاد أن هذه المكاسب لا يمكن أن تتحقق دون وجود مقاربة تشاركية تجمع بين الدولة والمنظمة الفلاحية ومصالح وزارة الفلاحة، كما هو الحال في ولاية بنزرت، التي أصبحت نموذجاً في تنسيق الجهود بين جميع الأطراف.
وخلص المشاركون إلى أن المؤشرات الأولية للموسم الفلاحي الحالي واعدة، وأن الاستثمار في زراعات استراتيجية بديلة كـ”السلجم” يمثل أحد مفاتيح تعزيز السيادة الغذائية وتحقيق تنمية فلاحية مستدامة في تونس.

