وصل إلى تونس يوم الخميس 28 أوت 2025 وفد من الكونغرس الأمريكي يقوده الجمهوري مايك لولر، رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي وعضو مجموعة الصداقة مع تونس، حيث كان في استقباله وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي.
الزيارة التي وُصفت بأنها زيارة صداقة وعمل تفتح الباب أمام جملة من القراءات حول موقع تونس في الاهتمامات الأمريكية الراهنة.
مايك لولر الذي يشغل مقعداً عن ولاية نيويورك، يُعدّ من أبرز الوجوه الجمهورية الصاعدة داخل الكونغرس، ومن موقعه على رأس اللجنة المختصة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يملك قدرة على التأثير في الملفات المتعلقة بالمنطقة سواء في بعدها السياسي أو الأمني أو الاقتصادي. عضويته في مجموعة الصداقة مع تونس تضيف بعداً خاصاً إلى هذه الزيارة، بما يوحي بأن واشنطن تسعى إلى الحفاظ على قناة اتصال مباشرة مع السلطات التونسية في ظل سياقات إقليمية ودولية معقدة.
الوفد ضم أيضاً النائب الديمقراطي ريتشي توريس، ممثل الدائرة الخامسة عشرة في ولاية نيويورك وعضو لجنة الخدمات المالية في الكونغرس، وهو حضور لا يخلو من رمزية.
فوجود نائب من لجنة تشرف على السياسات النقدية والمالية ومراقبة المؤسسات المصرفية يبعث برسالة مفادها أن الاهتمام الأمريكي بتونس لا يقف عند حدود الشأن السياسي أو الأمني بل يمتد ليشمل الجانب الاقتصادي.
توريس معروف داخل الكونغرس بمواقفه الصريحة من قضايا الشفافية ومكافحة الفساد والدفاع عن الإسكان الاجتماعي، ما قد يجعل من مشاركته فرصة لفتح نقاش حول سبل دعم الإصلاحات الاقتصادية والمالية في تونس وتعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتنمية.
الزيارة إذن لا تقتصر على بعد بروتوكولي بقدر ما تحمل دلالات سياسية واضحة. فهي تأتي في وقت تسعى فيه تونس إلى تنويع شراكاتها الدولية وإيجاد سند خارجي لمواجهة التحديات الاقتصادية، فيما تواصل الولايات المتحدة مراقبة تطورات الوضع في البلاد باعتبارها نقطة تماس جيوسياسي في منطقة المتوسط وشمال إفريقيا.
وبحكم مواقعهم داخل الكونغرس، فإن لولر وتوريس قادران على نقل صورة مباشرة عن الواقع التونسي إلى دوائر القرار في واشنطن، وهو ما قد يفتح نقاشاً أوسع حول مستقبل التعاون الثنائي وتوازناته في المرحلة المقبلة.
