في أعقاب الجريمة العنصرية التي هزّت بلدة بوجي-سور-أرجانس جنوب فرنسا، خرجت أسرة الضحية هشام مراوي، البالغ من العمر 35 عامًا، عن صمتها، متحدثةً لصحيفة Var-Matin عن معاناته مع جاره المتهم الرئيسي في القضية.
الجريمة التي وُصفت بأنها بدافع عنصري، دفعت النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا إلى فتح تحقيق غير مسبوق في هجوم يُشتبه بارتكابه من قبل متطرف يميني.
وقالت منى ابنة عم هشام، إن الضحية كان رجلاً “مبتهجًا، كريمًا، ومحبًا للحياة”، مؤكدة أن علاقته بجيرانه كانت طيبة باستثناء المتهم، الذي أظهر عداءً عنصريًا واضحًا.
وأضافت: “كان يوجه له إهانات عنصرية من قبيل ‘عربي قذر!’، حتى أنه كتب عبارات مهينة على دراجته النارية، رغم أن هشام لم يدخل في أي شجار معه على الإطلاق”.
في محاولة منه لنزع فتيل التوتر، أقدم هشام قبل أيام من مقتله على مبادرة صلح، حيث قدم لجاره المشتبه به طبقًا من الكُسكُسي، في بادرة ودية وصفَتها مونا بأنها تعكس طيبته وسعيه الدائم للسلام: “كان هشام شخصًا لا يحمل الضغينة. كان يسعى دائمًا إلى إنهاء الخلافات”.
وقعت الجريمة يوم السبت 31 مايو، أثناء تنظيم هشام لحفل بمنزله. وأطلق المتهم، المدعو كريستوف ب، خمس رصاصات على هشام أردته قتيلًا، كما أصاب رجلاً آخر من أصول تركية في يده. وبعد الجريمة، نُشر بيان على الإنترنت منسوب إلى المتهم، حمل “مضامين سياسية” و”خطابًا معاديًا للهجرة”، وفق مصادر قريبة من التحقيق.
وعن خلفية سكن هشام، أوضحت مونا أنه كان قد انتقل إلى سكنه الحالي قبل أقل من عام، بعد أن كان يقيم في استوديو وسط البلدة. وأضافت: “لم يكن مرتاحًا في تلك الإقامة، وكان يبحث عن شقة أخرى للعودة إلى وسط المدينة”.
ومن المقرر تنظيم مسيرة بيضاء يوم الأحد 8 جوان في بوجي-سور-أرجانس، تكريمًا لروح هشام مراوي، بينما أُطلقت حملة تبرعات لتغطية تكاليف نقل جثمانه إلى تونس ودفنه هناك.
هذه الحادثة المروعة أعادت إلى الواجهة قضية تصاعد العنصرية وكراهية الأجانب في فرنسا، ودفعت المجتمع المحلي والوطني للتساؤل عن حجم التهديد الذي يمثله التطرف اليميني في البلاد.

