الرئيسيةآخر الأخبارجريمة السبيخة: عنف زوجي أم شعوذة؟

جريمة السبيخة: عنف زوجي أم شعوذة؟

مازالت جريمة اقتلاع عينَي زوجة شابة في معتمدية السبيخة من ولاية القيروان تهزّ الرأي العام الوطني، وتثير مشاعر الصدمة والاستنكار، لما تضمنته من بشاعة وعبث بالحياة والكرامة الإنسانية. الجريمة التي جدّت خلال شهر رمضان الماضي، أعادت إلى السطح عدة إشكاليات، أبرزها تصاعد ظاهرة الشعوذة والتنقيب عن الكنوز، مقابل فراغ تشريعي وضعف رقابة على مروّجي هذه الممارسات الخطيرة.

وفقًا لرواية العائلة، فقد أقدم الزوج البالغ من العمر 29 سنة على استدراج زوجته البالغة من العمر 26 سنة إلى منزله، بعد أن أوهمها بأنه يريد الصلح، ثم انهال عليها ضربًا واقتلع عينيها بآلة حادة (فرشيطة)، بهدف استعمالهما في طقس شعوذي لاستحضار كنز مزعوم، وذلك بتحريض مباشر من مشعوذ تم جلبه من العاصمة بمساعدة عدد من أفراد عائلته.

ورغم إصاباتها البالغة، تمكنت الضحية من طلب النجدة وتم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى سهلول بسوسة، وسط مخاوف من فقدانها البصر نهائيًا. وقد ألقت السلطات الأمنية القبض على الجاني الذي اعترف، حسب المعطيات المتوفرة، بتفاصيل الجريمة ودور المشعوذ في تحريضه عليها.

غير أن ما يزيد من غموض القضية هو تضارب الروايات المتداولة حول دوافع الجريمة.
ففي حين يؤكد والد الضحية أن الجاني لا يعاني من أي اضطرابات نفسية وأنه ارتكب جريمته عن قناعة بعد أن أوهمه المشعوذ بضرورة تقديم “قربان بشري” لاستخراج الكنز، تذهب مصادر أخرى إلى اعتبار ما حصل نتيجة خلافات زوجية قديمة ربما تعود إلى خلفيات عاطفية أو اجتماعية، مشيرة إلى أن الزوجة كانت قد غادرت منزل الزوجية قبل أيام من الحادثة بسبب مشاكل حادة.

من جهتها، لم تستبعد بعض الجهات أن يكون الجاني يعاني من اضطراب نفسي غير مُشخّص، خاصة أن فظاعة الجريمة تطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى وعيه بممارساته، في ظل صمت مطبق من الجهات الطبية إلى حد الآن.

رغم توفّر بعض المعطيات الأولية، تبقى التحقيقات الجارية وحدها الكفيلة بكشف خلفيات الجريمة كاملة، وتحديد إن كانت جريمة تحريض على القتل باسم الشعوذة، أم أنها جريمة عنف منزلي مروّع تم تبريره بطقوس زائفة.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!