في حادثة جديدة من سلسلة الهجمات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة الغربية، تعرض، يوم الاثنين 24 مارس المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلمه الوثائقي “لا أرض أخرى”(No other land)، للاعتداء من قبل مستوطنين إسرائيليين في قرية سوسيا، الواقعة جنوب الخليل.
الهجوم أسفر عن إصابته بجروح في رأسه وبطنه، ليتم نقله في وقت لاحق بواسطة سيارة إسعاف لتلقي العلاج، قبل أن يتعرض للاعتقال من قبل جنود إسرائيليين أثناء نقله.
وحسب الصحف الإسرائيلية، اندلعت الحادثة حوالي الساعة السادسة مساء يوم الاثنين 24 مارس عندما اقتربت مجموعة من المستوطنين من منازل الفلسطينيين في قرية سوسيا بهدف سرقة أغنام المزارعين الفلسطينيين. وعندما طلب منهم المزارعون مغادرة المكان، تحولت الأمور إلى اشتباك عنيف تخللته هجمات بالحجارة وتدمير خزانات المياه وتكسير نوافذ السيارات.
ووفقا لجهاد نواجعة، رئيس مجلس محلي سوسيا بالقرب من الخليل، كان المخرج حمدان بلال يتواجد في المكان وأصيب ضمن ثمانية إصابات أخرى في صفوف الفلسطينيين.
وأضاف في حديثه لوكالة “رويترز”:جاءت الشرطة الإسرائيلية ومنعت الإسعاف الفلسطيني من إسعاف المصابين واعتقلوا ثلاثة شباب، من بينهم المخرج الفلسطيني حمدان الذي كان مصابا” و ” هذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها المستوطنون تجمعنا، ولكن الهجمات ازدادت في الآونة الأخيرة. أمس، على سبيل المثال، سرقوا 10 أغنام “
ونقلت الصحف المحلية معلومات تفيد أنه فور وصول رجال الأمن الإسرائيليين إلى المكان، لم يتدخلوا لوقف تصرفات المستوطنين، بل قاموا حتى بإيقاف سيارة الإسعاف التي كانت تنقل المخرج الفلسطيني واعتقاله.
ونفى الجيش الاسرائيلي تعرض حمدان للعنف لكن المخرج المشارك في الفيلم الوثائقي “لا أرض أخرى” الذي يتناول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو إسرائيلي يُدعى يوآف أبراهام، أكد أن المخرج الفلسطيني بلال تعرض للضرب المبرح على يد المستوطنين.
تجدر الإشارة إلى أن اعتقال المخرج الفلسطيني حظي بتغطية إعلامية دولية واسعة فور اعتقاله، ويعود ذلك إلى فوزه بجائزة الأوسكار مطلع شهر مارس الجاري عن فيلمه “لا أرض أخرى”، الذي نال اهتمام الصحافة العالمية. ما جعل البعض يربط الإفراج عنه بعد يوم واحد من اعتقاله بشهرته المتزايدة.
فيلم “لا أرض أخرى”، الذي أخرجه بلال مع زملائه باسل عدرا ويوآف أبراهام وراشيل سور، يسلط الضوء على الحياة اليومية في منطقة مسافر يطا جنوب الخليل، تحت وطأة القمع المستمر من قبل السلطات الإسرائيلية والمستوطنين.
كما تجدر الإشارة إلى أن الفيلم، الذي فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، أثار ضجة في إسرائيل بعد خطاب فريق الفيلم المكون من إسرائيليين وفلسطينيين في مهرجان برلين السينمائي، حيث دعا إلى وقف إطلاق النار في غزة.
