أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن مشروع “إلمِد” للربط الكهربائي بين إيطاليا وتونس سيكون أول خط تيار مستمر مباشر يربط أوروبا بأفريقيا، مؤكدة أن هذا المشروع يشكل خطوة استراتيجية لتعزيز أمن الطاقة في القارتين.
جاء ذلك في كلمتها خلال القمة العالمية للطاقة المتجددة، حيث أشارت إلى أن شمال أفريقيا يشهد انطلاق مشاريع كبرى تشكل ما وصفته بـ”الممر الأخضر” المخصص للصناعات النظيفة وإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وأضافت:”هذه المشاريع تساهم في تحقيق أهدافنا المناخية، وتخلق وظائف نوعية في القارتين، كما تعزز أمننا الطاقي المشترك”.
وكشفت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيستثمر نحو 300 مليار يورو في إطار مبادرة Global Gateway بحلول 2027، مبرزة أن هذه الاستثمارات تمثل “شراكات طويلة الأمد تُحدث تغييرًا ملموسًا على الأرض”.
كما استعرضت المسؤولة الأوروبية أمثلة أخرى من استثمارات الاتحاد في مجال الطاقة النظيفة، من بينها مشاريع للهيدروجين في منطقة الكاريبي واستثمارات بقيمة 3.4 مليار يورو في كينيا لدعم هدفها في الوصول إلى 100% من الطاقة النظيفة بحلول 2030.
وأشارت فون دير لاين إلى أن نحو نصف الكهرباء المنتجة في أوروبا اليوم مصدرها الطاقات المتجددة، مع تسارع نمو الطاقة الشمسية والرياح، مؤكدة أن “الطاقة النظيفة ليست فقط الخيار البيئي الأمثل، بل هي أيضًا الأرخص والأكثر أمانًا على المدى الطويل”.
وختمت بدعوة المستثمرين العالميين إلى المشاركة برؤوس أموالهم وتقنياتهم لتسريع التحول الطاقي في الدول النامية، قائلة:”معًا يمكننا تحقيق الحياد الكربوني، وتعزيز الأمن الطاقي، ودفع عجلة الازدهار المشترك”.
يُعد مشروع ELMED واحدًا من أبرز مشاريع البنية التحتية الطاقية بين أوروبا وأفريقيا، ويهدف إلى تعزيز التكامل الكهربائي وضمان أمن الإمدادات للطرفين.
- القدرة الكهربائية: 600 ميغاوات بنظام التيار المستمر عالي الجهد (HVDC).
- الطول الإجمالي: نحو 220 كلم، منها 200 كلم كابل بحري يمر تحت قناة صقلية على عمق يصل إلى 800 متر.
- الجزء البري: حوالي 18 كلم في إيطاليا من الشاطئ إلى محطة Partanna، و6 كلم في تونس نحو محطة Mlaabi.
- الكلفة: تقدر بين 850 مليون ومليار يورو، مع تمويل من الاتحاد الأوروبي (307 ملايين يورو عبر برنامج CEF)، والبنك الدولي (268.4 مليون دولار لتونس)، إضافة إلى مساهمات من BEI وKfW وBERD.
- موعد التشغيل: متوقع في عام 2028 بعد استكمال المناقصات وبناء محطات التحويل والشبكات الداخلية.
يُتوقع أن يتيح هذا المشروع تبادل الكهرباء بشكل مرن بين البلدين، ما يعزز استقرار الشبكات ويتيح لتونس تصدير فائض الطاقة المتجددة مستقبلاً، خاصة الطاقة الشمسية، نحو السوق الأوروبية.

