وجهت اليوم عضو مجلس نواب الشعب، فاطمة المسدي، سؤالاً كتابياً إلى وزير النقل حول تعاقد الخطوط التونسية مع شركة Legend Airlines لتسيير بعض رحلاتها في إطار عقود ACMI (تأجير طائرة مع طاقم وصيانة وتأمين).
وأشار السؤال، المنشور قبل دقائق، إلى أن الشركة الأجنبية سبق أن طالتها شبهات دولية تتعلق بالاتجار بالبشر وارتباطات غير شفافة، وهو ما يطرح تساؤلات حول معايير اختيار الشركاء الخارجيين من قبل الناقلة الوطنية، خاصة مع أهمية الحفاظ على سلامة المسافرين وسمعة الخطوط التونسية.
طالبت النائبة المسدّي الوزير بالإجابة عن عدة نقاط أساسية:
- المعايير التي اعتمدتها الوزارة أو الخطوط التونسية لاختيار Legend Airlines كشريك في عقود ACMI.
- ما إذا كانت عملية تقييم المخاطر المتعلقة بالسمعة (Reputation Risk) قد أُجريت قبل التعاقد، خصوصاً في ظل الشبهات السابقة.
- إمكانية النظر في شركات أخرى أكثر مصداقية وشفافية، أو ما إذا كان الاختيار تم في إطار تعاقد استعجالي.
- الإجراءات المتخذة لضمان سلامة الركاب وحماية صورة الناقلة الوطنية.
- خطط الوزارة لإجراء مراجعة أو تدقيق مستقل للعقد، إن اقتضى الأمر.
خلفية Legend Airlines
Legend Airlines هي شركة طيران رومانية متخصصة في رحلات التشارتر وACMI، وكانت قد واجهت سابقاً شبهات تتعلق بسلامة نقل الركاب عبر رحلاتها، بما في ذلك حادثة في فرنسا سنة 2023 شملت 303 راكبا هنديا من بينهم قاصرون غير مرفوقين، ضمن تحقيق حول نقل محتمل لمهاجرين بطريقة غير قانونية.
كانت الطائرة، من طراز إيرباص A340، قد انطلقت من الإمارات العربية المتحدة وتم توقيفها الأسبوع الماضي في مطار فاتري شرق باريس خلال توقف لتزويد الوقود، بعد إبلاغ مجهول يشير إلى أنها تنقل ضحايا محتملين للاتجار بالبشر.
أُعيدت الطائرة للإقلاع يوم الاثنين من فرنسا متجهة إلى بومباي، وعلى متنها 276 راكبًا فقط.
وأوضح سانجاي خارات، مفوض شرطة ولاية غوجارات، أن الركاب دفعوا مبالغ تتراوح بين “4 و12 مليون روبية” (حوالي 40,400 – 121,000 فرنك) للمهربين لمساعدتهم على الوصول إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة عبر أمريكا الجنوبية. وأضاف: “نريد معرفة كيف تواصل هؤلاء الأشخاص مع المهربين، وما كان خطتهم بعد الوصول إلى نيكاراغوا.”
ولايات غوجارات والبنجاب
من بين الـ276 راكبًا الذين أعيدوا إلى الهند، كان 66 من ولاية غوجارات، حيث قامت الشرطة بالتحقيق مع أشخاص يُرجّح أن لديهم معلومات عن هذه الشبكة غير القانونية. أما باقي الركاب، فغالبيتهم من ولاية البنجاب في شمال الهند، حيث تجري الشرطة أيضًا تحقيقاتها.
وأشار مسؤول شرطي محلي، فضل عدم الكشف عن هويته، إلى أن التحقيق يهدف إلى تحديد حجم الشبكة ومدى تورط أي مسؤولين رسميين محتملين.
كانت الرحلة تشغلها شركة Legend Airlines الرومانية الخاصة، وخلال القضية، التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، احتُجز الركاب في منطقة الانتظار بمطار فاتري الصغير.
من بين الأشخاص الذين بقوا في فرنسا، أُفرج عن شخصين بعد التحقيق معهما بشأن شبهات الاتجار بالبشر، بعد التأكد من أن الركاب صعدوا الطائرة طواعية، وفق مصدر قضائي فرنسي.
كما طلب 25 راكبًا، من بينهم خمسة قصر، اللجوء في فرنسا، حيث تواصل السلطات التحقيق بشأن احتمال انتهاك قوانين الهجرة.
و أعلنت شركة Legend Airlines الرومانية هذا الصيف عن بدء شراكة جديدة مع الخطوط التونسية، الناقلة الوطنية، في إطار اتفاقية Wet Lease (ACMI). وأوضحت الشركة أن أسطولها من طائرات Airbus A340 سيخدم رحلات بين تونس وعدد من الوجهات الدولية، تشمل باريس (فرنسا)، مونتريال (كندا)، وجدة (السعودية)، مع تكرار يومي للرحلات طوال موسم الصيف.
وأشار البيان إلى أن العقد ساري حتى سبتمبر، مع عمليات يومية نحو باريس وتوسعات تشغيلية نحو كندا والشرق الأوسط.


