أختتمت اليوم أعمال النسخة الثانية من المؤتمر المتوسطي للذكاء الاصطناعي، الذي نظم تحت إشراف وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية (الوفد الوزاري المكلف بشؤون منطقة البحر الأبيض المتوسط)، بحضور أكثر من 3000 مشارك.
وقد أكدت هذه الدورة على دور تونس كمركز إقليمي للابتكار الرقمي ومسرح لتطوير حلول ذكاء اصطناعي مستدامة تخدم الإنسان والمجتمع في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
حلول ملموسة لتحديات البحر الأبيض المتوسط
على مدار يومين، عرض الباحثون والمستثمرون والمواهب الشابة وصناع القرار مشاريع عملية تهدف إلى معالجة أبرز التحديات الإقليمية في مجالات:
- إدارة المياه والمناخ: تطوير نماذج ذكاء اصطناعي لتحسين استغلال الموارد المائية والتنبؤ بموجات الجفاف.
- الفلاحة الذكية: تقديم حلول تقنية لدعم الفلاحين في مواجهة التغيرات المناخية.
- الصحة والتعليم: ابتكار منصات للتعلم الذاتي وتطبيقات للطب عن بعد.
كما ساهم مسار الأعمال الذي افتتحت فعالياته السيدة نادية هاي، المفوضة الوزارية المكلفة بشؤون البحر الأبيض المتوسط بالجمهورية الفرنسية، في تعزيز التواصل بين أكثر من 100 مؤسسة ناشئة وشركة عاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وتم خلاله الإعلان عن إطلاق صندوق “فريق فرنسا” بقيمة 2 مليون يورو لدعم تموقع الضفة الجنوبية للبحر المتوسط كقطب استراتيجي للذكاء الاصطناعي، عبر تعزيز الابتكار وريادة الأعمال والتعاون الإقليمي، بالإضافة إلى مرافقة الفاعلين في هذا المجال في خمس دول بالمنطقة: تونس والمغرب و الجزائر و مصر و لبنان.
تكريم المواهب الشابة
شهد المؤتمر تكريم الفائزين في مسابقة الهاكاثون التونسية، حيث عرض المشاركون مشاريع مبتكرة في مجالات التعليم والصحة، ما يعكس حيوية وإبداع الشباب التونسي والمتوسطي وقدرتهم على تقديم حلول مبتكرة للتحديات المحلية والإقليمية.
وفي كلمتها، صرّحت سفيرة فرنسا بتونس، السيدة آن جيجين:
“أظهر هذان اليومان أن منطقة البحر الأبيض المتوسط تزخر بالمواهب والحلول المبتكرة، بدعم متواصل من الترابط الإقليمي بين دول المنطقة.”
وفي ختام المؤتمر، تم الإعلان عن تنظيم النسخة القادمة لعام 2026 بمدينة مرسيليا الفرنسية، لمواصلة مسيرة بناء منطقة متوسطية مبتكرة ومستدامة ومتصلة.

