الرئيسيةآخر الأخبارفي 2025.. تكتب الكراهية على الواجهات في فرنسا :مسلمون تحت الهجوم بعد...

في 2025.. تكتب الكراهية على الواجهات في فرنسا :مسلمون تحت الهجوم بعد العيد

تعرض محل جزارة حلال في مدينة بلازانس دو توش (Plaisance-du-Touch)، الواقعة في إقليم هوت-غارون جنوب فرنسا، لاعتداء عنصري تمثل في لصق عبارات كراهية على واجهته الزجاجية، وذلك خلال الليلة التي تلت عيد الأضحى. الحادثة أثارت صدمة كبيرة لدى صاحب المحل خالد بالحاج، الذي قرر كسر جدار الصمت ونشر رسالة علنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، داعياً إلى التصدي لخطاب الكراهية بالحوار والوعي.

رسائل كراهية فجّة على واجهة المحل

في صباح اليوم التالي لعيد الأضحى، فوجئ خالد بوجود لافتة تحمل عبارة عنصرية صادمة على واجهة متجره كتب عليها: “الخنازير في فرنسا، والعرب إلى الخارج”. لم تكد تمضي 24 ساعة حتى تكررت الحادثة مجدداً، ما دفعه إلى توثيق ما حدث عبر مقطع فيديو نشره على تيك توك. قال فيه:“هكذا تبدأ الكراهية في التغلغل بصمت… وإذا لم نُعلّق أو نتحرك، ستستمر هذه الأفعال وتتكاثر في ظل اللامبالاة”.

الشعور بالقلق والانتماء المهتز

في حديثه لوسائل الإعلام، قال خالد:“لقد كان الأمر صادماً، هذا الفعل عنيف ومجهول المصدر، ويثير الرعب فعلاً”.

أما شريكته آناييس، فأكدت أنهم شعروا بالخوف لدرجة اضطروا فيها إلى إزالة كلمة “حلال” من على واجهة المحل:“إنه أمر جنوني. نحن فرنسيان: خالد وُلد في آفيرون، وأنا من أصول برتغالية. لم نكن نتصور أن يحدث هذا لنا، خاصة بعد سبع سنوات من افتتاح المتجر”.

محل للجميع وليس مجتمعياً

أكد خالد أن متجره لا يقتصر على شريحة معينة من الزبائن، بل يستقبل الجميع دون استثناء:“لدينا زبائن يهود، وكاثوليك، وحَفدة المستوطنين (pieds-noirs)، الناس يأتون لجودة اللحم والأسعار. نحن لا نمثل مجتمعاً معيناً، ونبيع لحوماً فرنسية مصدرها مسالخ محلية”

شكوى رسمية وتحقيق جارٍ

تقدّم خالد وآناييس بشكوى رسمية إلى الشرطة، وتجري الدرك الوطني حالياً تحقيقاً في الحادثة. لكن القلق لا يزال يسيطر عليهما، خاصة من احتمال تصعيد الاعتداءات لتشمل تخريباً للمحل أو حتى اعتداءات جسدية على الموظفين أو الزبائن.

تصاعد مقلق لظاهرة الإسلاموفوبيا في فرنسا

جمعية “SOS Racisme”، التي ترافق خالد وشريكته في الإجراءات القانونية، أبدت قلقها من ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات المعادية للمسلمين في فرنسا خلال عام 2025.
بحسب ما صرّح به رئيس الجمعية دومينيك سوبو في مايو الماضي، تم تسجيل 79 حادثة معادية للمسلمين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام فقط، أي بزيادة بلغت 30% مقارنة بالعام السابق.

دعوة إلى التهدئة والحوار

رغم كل ما حدث، يؤكد خالد أن رسالته ليست استفزازية بل دعوة إلى الوعي والتلاحم:“لا أريد إشعال النار، فقط أريد أن يعرف الناس أن العنصرية لا تزال موجودة في 2025. أملي الآن أن تهدأ الأجواء”.

في ظل تصاعد التوترات المجتمعية، تمثل هذه الحادثة جرس إنذار حول خطورة التطبيع مع خطابات الكراهية، وضرورة تفعيل أدوات القانون، والمجتمع المدني، والإعلام، للوقوف في وجهها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!