الرئيسيةآخر الأخباراليوم ذكرى الإنزال الفرنسي بمدينة صفاقس

اليوم ذكرى الإنزال الفرنسي بمدينة صفاقس

في الفترة بين 14 و16 جويلية 1881، شهدت مدينة صفاقس واحدة من أبرز معارك المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي. كانت المدينة محط أنظار الفرنسيين الذين حاولوا فرض سيطرتهم عليها، لكن أهالي صفاقس خرجوا متحدين، مسلحًين بالشجاعة والكرامة، وأسلحة قديمة لمواجهة الآلة الحربية الفرنسية.

ورغم الفارق الهائل في القوة، حيث كانت فرنسا قد أرسلت ثلاث أساطيل حربية مكونة من أكثر من 20 سفينة حربية، 150 مدفعًا و 6000 جندي، لم تستطع الجيش الفرنسي إلا مواجهة مقاومة عنيفة من قبل أهل المدينة الذين صمدوا في وجه العدوان.

في مواجهة المقاومة المستميتة، لم تتوانَ القوات الفرنسية عن قصف المدينة يومًا بعد يوم، ليلاً ونهارًا، وتواصلت العمليات الحربية حتى غزو المدينة، حيث تم الاستيلاء على صفاقس بعد أيام من القصف العنيف.

النتائج كانت مأساوية، حيث دمرت المدينة، وتعرض المدنيون للقتل أو الإصابة أكثر من ألف شهيد . ورغم الغزو الفرنسي، ظلت صفاقس رمزًا للمقاومة ضد الاستعمار، وشكلت هذه المعركة محطة تاريخية هامة في النضال التونسي من أجل الحرية والكرامة.

تُعد مجزرة صفاقس من الأحداث التي لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الشعب التونسي، حيث تمثل رمزًا للمقاومة الوطنية ضد القهر الاستعماري، وتجسد إرادة الشعب في الدفاع عن أرضه، حتى أمام القوة العسكرية المفرطة. في الوقت نفسه، تستمر هذه الذكرى في إلهام الأجيال الجديدة لتعلم قيم الشجاعة والاستقلال.

هذه المجزرة هي واحدة من صفحات تاريخ تونس المُعَقد، الذي يتطلب إعادة النظر فيه من أجل الفهم الأفضل لما عاناه الشعب التونسي تحت الاحتلال الفرنسي.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!