أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بقابس بيانًا شديد اللهجة على خلفية التطورات الأخيرة التي عرفها الوضع البيئي المتدهور في الجهة، معبّرًا عن استنكاره العميق لحالة الإهمال والاستهتار التي تنتهجها الشركات المنتصبة بالمنطقة الصناعية، وعلى رأسها المجمع الكيميائي التونسي، في ما يتعلق بالتلوث والانبعاثات الغازية التي تفاقمت خلال الأيام الأخيرة.
وأشار البيان، الذي أمضاه الكاتب العام للاتحاد الجهوي صلاح بن حامد، إلى أن الوضع بات خطيرًا جدًا ويهدد حياة المواطنين، داعيًا إلى توفير المرافق الصحية الضرورية ومعالجة النقائص المسجلة في القطاع العام، فضلًا عن إيجاد حلول عاجلة لملف البطالة وتفعيل قانون منع المناولة، مع انتقاد غياب الحرص الكافي من تفقدية الشغل على تطبيق التشريعات الجديدة.
وطالب الاتحاد بعقد مجلس وزاري خاص بجهة قابس للنظر في مشاغلها البيئية والتنموية، ودعا العمال بالمنطقة الصناعية إلى تنفيذ وقفة احتجاجية يوم الخميس 2 أكتوبر الجاري، للتنديد بتواصل التلوث الصناعي وما سببه من أضرار بيئية وصحية.
وفي سياق متصل، ترأس رئيس الجمهورية قيس سعيّد مساء أمس الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 اجتماعًا بقصر قرطاج حضره كلّ من مصطفى الفرجاني وزير الصحة، وحبيب عبيد وزير البيئة، وفاطمة ثابت شيبوب وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم، خُصّص لمتابعة الوضع البيئي الحرج بمدينة قابس.
وأكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء أن قابس تعاني منذ سنوات من تلوث صناعي خطير أدى إلى ما وصفه بـ”اغتيال البيئة”، معتبرًا أن ما شهدته المدينة من تدهور بيئي وصحي هو “جريمة حقيقية” خلفت ضحايا وتسببت في تفشي أمراض خطيرة مثل السرطان وهشاشة العظام.
وأشار سعيّد إلى أن عددًا من شباب الجهة قد أعدوا دراسات علمية ومعمقة حول الوضع البيئي والحلول الممكنة لاستعادة توازن المنظومة الطبيعية، داعيًا إلى تفعيل هذه الدراسات وتوفير الإمكانيات لتنفيذها.
وشدّد رئيس الجمهورية على أن الإخلالات الحاصلة في الصيانة والتعهد بالمنشآت الصناعية ساهمت في تفاقم الوضع وتسببت في حالات اختناق ونقل مصابين إلى المستشفى، مؤكدًا على ضرورة وضع آليات عاجلة لإنقاذ الوضع البيئي في قابس ووضع حدّ نهائي لتكرار هذه الحوادث.

