استدعى رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أمس الثلاثاء 25 نوفمبر 2025، جيوزيبي بيروني Giuseppe Perrone، سفير الاتحاد الأوروبي بتونس، ليبلغه احتجاجاً شديد اللّهجة على ما اعتبره تجاوزاً لضوابط العمل الدبلوماسي وتعاملًا خارج الأطر الرسمية المتعارف عليها.
وشدّد رئيس الدولة خلال اللقاء على أنّ السفير، بصفته ممثلاً مفوضاً للاتحاد الأوروبي لدى الجمهورية التونسية ومؤسّساتها، ملزم باحترام قواعد البروتوكول وعدم القيام بأي أنشطة ذات طابع سياسي خارج القنوات الرسمية.
ويأتي هذا الاستدعاء عقب لقاء جمع سفير الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين 24 نوفمبر بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، حيث أشاد Perrone بدور المنظمة الشغيلة في دعم الحوار الاجتماعي ودفع التنمية الاقتصادية في البلاد. لقاءٌ رأته رئاسة الجمهورية خروجاً عن الأعراف الدبلوماسية التي تقتضي التنسيق مع السلطات الرسمية عند القيام باتصالات مع الفاعلين الوطنيين، خاصة في سياقات سياسية دقيقة.
ويُعدّ جيوزيبي بيروني أحد أبرز الدبلوماسيين الأوروبيين في المنطقة، إذ تولّى مهامه على رأس بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس منذ سبتمبر 2024، بعد مسيرة طويلة شغل خلالها مناصب رفيعة في السلك الدبلوماسي الإيطالي. فقد سبق له أن كان سفيراً لبلاده في ليبيا بين 2017 و2019، ثم سفيراً في إيران من 2019 إلى 2024، إضافة إلى وظائف قيادية بوزارة الخارجية الإيطالية، خاصة في الملفات المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وخلال فترة عمله في تونس، كثّف Perrone من لقاءاته الرسمية مع الوزارات والمؤسسات الحكومية، ونسّق مشاريع تعاون تشمل الاقتصاد الأخضر والانتقال الطاقي والبنية التحتية ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة. كما عبّر في مناسبات عديدة عن رغبة الاتحاد الأوروبي في تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع تونس ودعم مسارها التنموي.
لكن الاستدعاء الأخير يشير إلى أن العلاقة بين الجانبين دخلت مرحلة حساسة تتطلب إعادة ضبط قواعد التعامل، خاصة في ظل تشديد الجانب التونسي على احترام سيادته ومساراته الداخلية، وحرصه على أن يكون التعاون مع الشركاء الدوليين في إطار بروتوكولات واضحة لا تتجاوز مؤسسات الدولة.
