قالت وكالة رويترز إنّ تأخّر تسليمات الطائرات وتنافس القوى الصناعية بين إيرباص وبوينغ، إلى جانب صعود الطموح الصيني والتوترات الجيوسياسية، ستطغى على فعاليات معرض دبي للطيران المنتظر بين 17 و21 نوفمبر، فيما تستعد شركات الطيران الخليجية للكشف عن صفقات كبيرة.
ورغم هيمنة بوينغ على تلقي طلبات ضخمة خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج سابقًا، فإن الدور هذه المرة يبدو لصالح إيرباص التي تحاول تقليص الفجوة في سباق الطلبات، مع توقعات بحوالي 300 طلبية خلال المعرض.
وذكرت رويترز أن إيرباص تجري مفاوضات متقدمة لبيع ما لا يقل عن 30 طائرة A350-1000 لطيران الإمارات، إضافة إلى طلبات مرتقبة من «الاتحاد للطيران»، فيما يظلّ برنامج بوينغ 777X تحت ضغط كبير بعد سبع سنوات من التأخير، ما دفع شركات خليجية إلى الإبقاء على طائراتها القديمة في الخدمة لفترات أطول.
رؤية تحليلية من كتاب الحبيب فقيه
وفي قراءة أعمق لمشهد المنافسة الإقليمية، نقلت رويترز عن التونسي الحبيب فقيه، المدير الإقليمي السابق لإيرباص في الشرق الأوسط، قوله إنّ كل التوقعات السابقة بانهيار طيران الإمارات أمام الخليجية أو القطرية أو الاتحاد كانت خاطئة، مؤكّدًا أن الطلب على السفر الجوي في المنطقة ما زال يتجاوز توقعات المشككين.
ويأتي تصريح فقيه متوافقًا مع محتوى كتابه الجديد:
“Fly High, Fly Low, Fly Fast, Fly Slow”
وهو عمل توثيقي وتحليلي يعرض فيه الكاتب مسار صعود شركات الطيران الخليجية ودورها في إعادة تشكيل خريطة الطيران العالمي خلال العقود الأخيرة.
ويشير الكتاب إلى أن التنافس المرتقب من تركيا والهند والسعودية قد يغير الموازين تدريجيًا، لكنه لن يحدّ قريبًا من الدور المحوري لشركات الخليج في حركة النقل الجوي العالمية.
صعود المنافس الصيني
وبالتوازي مع سباق العملاقين، تسجل الصين أول ظهور لطائرتها C919 خارج آسيا، في محاولة لاختراق أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، رغم توقعات بأن شهادات الاعتماد الغربية قد تستغرق سنوات.
وعلى صعيد التسليح، يترقب مراقبون تقدّمًا جديدًا في ملف حصول السعودية على طائرة F-35 الأميركية، وهو تطور قد ينعكس على مطالب الإمارات وقطر أيضًا، بينما تستعد روسيا للكشف لأول مرة في دبي عن نسختها الشبحية Su-57E.

