الرئيسيةآخر الأخباركيف وصلت أذرع المهرب الإيراني حسن زادة إلى تونس؟

كيف وصلت أذرع المهرب الإيراني حسن زادة إلى تونس؟

أعلنت جمعية المهاجرين العائدين من أوروبا في مؤتمر صحفي عقدته أمس بمدينة أربيل أن أكثر من 300 مهاجر كردي كانوا محتجزين في تونس و ليبيا قد أُعيدوا هذا العام إلى إقليم كردستان العراق، من بينهم 85 مهاجراً من تونس تحديدًا.


هذا الرقم أعاد طرح سؤال كبير داخل الأوساط الأمنية والحقوقية: كيف وصلت هذه المجموعات المنظمة إلى تونس، ومن سهّل دخولها؟

شبكة دولية تمتد من بريستون إلى شمال أفريقيا

فقد أعلنت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في المملكة المتحدة (NCA) في جانفي 2025 عن اعتقال ثلاثة أشخاص في السليمانية بتهمة الانتماء إلى شبكة تهريب بشر يديرها الإيراني أمانج حسن زادة، المقيم في مدينة بريستون البريطانية، والذي حُكم عليه بالسجن 17 عاماً العام الماضي


هذه الشبكة، وفق الوكالة، كانت تتولى تنسيق رحلات معقدة لنقل مهاجرين من إقليم كردستان عبر مسارات متعددة نحو أوروبا، مستخدمة يخوتاً خاصة ونظام تحويل أموال غير رسمي يعرف بـ«الحوالة».

— كيف وصلت أذرع المهرب الإيراني حسن زادة إلى تونس؟

واستغل زادة منصات وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن خدماته في تهريب البشر، حيث نشر مقاطع فيديو يظهر فيها مهاجرون يشكرونه على مساعدته لهم. كما ظهر في فيديو آخر يعود لعام 2021 في العراق، حيث تم الاحتفاء به كـ”أفضل مهرب” في حفلة أُقيمت على شرفه.

وكان من بين المعتقلين، رجل في الـ38 من عمره يُتهم بتنسيق عمليات تهريب المهاجرين عبر البحر باستخدام أكثر من 12 يختًا، حيث كان يحمل كل يخت بين 60 و70 مهاجرًا، ويُنْقَلُون إلى اليونان أو إيطاليا قبل تهريبهم إلى بريطانيا أو شمال أوروبا.

من السليمانية إلى تونس: المسار غير التقليدي

البيانات المتقاطعة بين السلطات الكردية والجمعية العائدة تشير إلى أن بعض المهاجرين الذين غادروا السليمانية في 2023 و2024 لم يسلكوا الطريق التقليدي عبر تركيا واليونان، بل تم تحويل مسارهم نحو شمال أفريقيا، تحديدًا إلى تونس وليبيا، في إطار استراتيجية جديدة تعتمدها شبكات التهريب بعد تضييق الخناق على المسارات الشرقية.
ويُعتقد أن وسطاء محليين في إسطنبول وأربيل سهّلوا عمليات السفر، فيما تولّى شركاء في شمال أفريقيا استقبال المهاجرين وتأمين إقامتهم بانتظار عبور البحر نحو السواحل الإيطالية.


وتشير تقارير حقوقية محلية إلى أن بعض المهاجرين وصلوا إلى تونس عبر رحلات نظامية من إسطنبول وبغداد، ثم وُضعوا تحت إشراف وسطاء في مناطق ساحلية، في انتظار “الفرصة المناسبة” للإبحار نحو لامبيدوزا أو صقلية.

التمويل عبر الحوالة والواجهة المصرفية

من أخطر ما كشفت عنه الوكالة البريطانية أن أحد الموقوفين الثلاثة هو مصرفي في الأربعينيات من عمره كان يتولى إدارة التحويلات المالية لصالح الشبكة، باستخدام نظام الحوالة غير الخاضع للرقابة المصرفية.
هذا النظام، الذي يعتمد على الثقة بين وسطاء ماليين في دول مختلفة، مكّن الشبكة من تمويل عملياتها في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من دون أن تترك أثراً مصرفياً واضحاً، وهو ما يصعّب ملاحقتها قانونياً.

تشير هذه المعطيات إلى أن أذرع المهرب الإيراني أمانج حسن زادة تجاوزت حدود أوروبا ووصلت إلى شمال أفريقيا، في محاولة لجعل تونس محطة لوجستية جديدة ضمن مسار تهريب البشر نحو القارة الأوروبية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!