في عالم تحكمه الأرقام وتتحكم فيه الأسواق، لا يُذكر اسم لاري فينك (Larry Fink) إلا مقرونًا بالقوة والنفوذ، حتى أن البعض لا يتردد في وصفه بأنه “الرجل الذي يحكم العالم من دون أن يُنتخب”. فهل في ذلك مبالغة إعلامية، أم أن وراءها واقعًا ماليًا مذهلًا؟
من هو لاري فينك؟
لورانس دوغ فِينك، من مواليد 1952، هو المدير التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة بلاك روك (BlackRock)، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم. رجل أعمال أمريكي جمع بين المصرفية والاستثمار والنفوذ السياسي بهدوء ودهاء.
بلاك روك بالأرقام: سلطة تفوق بعض الدول
تدير شركة بلاك روك ما يفوق 10 تريليونات دولار أي 10,000,000,000,000 دولار من الأصول، أي:
🔸 ما يعادل أكثر من نصف الناتج المحلي للولايات المتحدة
🔸 ما يفوق الناتج الإجمالي لعشرات الدول مجتمعة
🔸 ما يجعل قراراتها الاستثمارية كفيلة بإعادة تشكيل أسواق أو إسقاط بورصات
تمتلك الشركة حصصًا في آلاف الشركات العالمية، من بينها عمالقة مثل آبل، أمازون، ميكروسوفت، جوجل، تسلا وغيرها، ما يمنحها سلطة تصويت وتأثير غير مباشر على قراراتها الاستراتيجية.
لماذا يقال إنه “يحكم العالم”؟
- قوة التأثير المالي: بلاك روك تتحكم في قرارات استثمارية تمس قطاعات حيوية: الطاقة، التكنولوجيا، الصناعة، الغذاء…
- شراكات مع الحكومات: استعانت بها وزارة الخزانة الأمريكية خلال الأزمات، كما طلبت منها المفوضية الأوروبية وضع تصورات لإنعاش الاقتصاد.
- نظام الظل المالي: الشركة غير خاضعة بنفس الصرامة التنظيمية التي تخضع لها البنوك، ما يمنحها هامشًا واسعًا من المناورة.
رغم ترويج لاري فينك لمفهوم الاستثمار المسؤول (ESG)، توجه إليه انتقادات منها:
- المساهمة في تمويل شركات تضر بالبيئة رغم الشعارات الخضراء
- تضارب المصالح بسبب العلاقات الوثيقة مع الحكومات
- تكريس هيمنة النخبة المالية العالمية على القرارات الكبرى
لاري فينك… “الرئيس غير المنتخب”؟
لاري فينك لا يصدر قرارات سياسية، لكنه قادر على تحريك الأسواق، التأثير في السياسات الاقتصادية، ودفع شركات ضخمة لتغيير مسارها.
قد لا يكون “حاكم العالم” رسميًا، لكنه بالتأكيد أحد أبرز ملوك المال الخفيين الذين يشكّلون ملامح الاقتصاد العالمي من وراء الستار.
