تعد تونس رابع منتج عالمي لزيت الزيتون – يُنتظر أن تحافظ على إنتاج قوي هذا الموسم بفضل تحسن الأمطار في عدة مناطق خلال الشتاء والربيع الماضيين حسب ما جاء في تقرير لموقع Oliveoiltimes. ومع تراجع الإنتاج في الضفة الشمالية للمتوسط، تبرز فرصة لتونس لتعزيز حصتها في السوق الأوروبية، خاصة مع ارتفاع الطلب على الزيت عالي الجودة.
ويؤكد خبراء أن تونس يمكن أن تستفيد من:
- ارتفاع الأسعار العالمية نتيجة نقص العرض الأوروبي.
- اتفاقيات التصدير مع الاتحاد الأوروبي التي تسمح بدخول كميات من زيت الزيتون المعفى من الرسوم الجمركية.
- سمعة الزيت التونسي الذي بدأ يحقق ميداليات دولية في مسابقات الجودة، ما يعزز موقعه كخيار مميز للمستهلك الأوروبي.
أداء الصادرات خلال 2024-2025
بحسب بيانات المرصد الوطني للفلاحة (ONAGRI)، سجلت صادرات تونس من زيت الزيتون ارتفاعاً في الكميات خلال الأشهر العشرة الأولى من موسم 2024-2025، حيث تم تصدير حوالي 252,7 ألف طن، منها 85,3٪ في شكل زيت معبأ في صهاريج (bulk).
ورغم ارتفاع الكميات، تراجعت العائدات بحوالي 29,5٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتستقر عند حدود 3,3 مليار دينار، 79٪ منها من صادرات الزيت السائب. ويعود هذا التراجع أساساً إلى انهيار الأسعار في السوق العالمية، إذ انخفض السعر المتوسط للتصدير بنسبة 50,1٪ في أوت 2025 مقارنة بأوت 2024.
صعود الزيت البيولوجي
في المقابل، حقق زيت الزيتون البيولوجي حضوراً لافتاً على الأسواق الخارجية، حيث بلغت صادراته 48,9 ألف طن بقيمة تقارب 664,8 مليون دينار، ما يؤكد تزايد الطلب على المنتجات الصحية والمستدامة، ويفتح لتونس نافذة جديدة لتعزيز تموقعها في الأسواق ذات القدرة الشرائية العالية.
توقعات منافسي تونس
- إسبانيا: يُتوقع أن ينخفض إنتاجها في موسم 2025/26 إلى حوالي 1,3 مليون طن بسبب موجات الحرارة والجفاف، ما يقلص فرصها في تلبية الطلب الأوروبي بالكامل.
- إيطاليا: من المتوقع أن يصل الإنتاج الإيطالي إلى نحو 300 ألف طن، مع تعافي مناطق الجنوب مثل بوليا وصقلية، لكن الضغط المناخي في الشمال والوسط قد يحد من الزيادة.
- اليونان: يُتوقع أن يتراوح إنتاجها بين 240 و250 ألف طن، مع استمرار تأثير الجفاف على المحاصيل وجودة الزيت.
هذا التراجع النسبي في الإنتاج لدى كبار المنتجين الأوروبيين يضع تونس في موقع استراتيجي لتعزيز حصتها وتوسيع صادراتها، خاصة مع الطلب المتزايد على الزيوت عالية الجودة والعضوية.
التحديات
رغم هذه المعطيات الإيجابية، تواجه تونس تحديات هيكلية تشمل ضعف البنية التحتية للتخزين والتحويل، وتقلبات أسعار النقل البحري، إضافة إلى الحاجة إلى رفع نسبة الزيت المعلب بعلامات تجارية تونسية موجهة للمستهلك النهائي بدل الاقتصار على التصدير السائب.
ويؤكد خبراء أن استراتيجية وطنية تجمع بين تشجيع القيمة المضافة، ودعم اللوجستيات، وتثمين الزيت البيولوجي يمكن أن تعزز من حصة تونس في السوق العالمية وتحميها من تقلبات الأسعار، وتجعلها منافساً قوياً في موسم 2025/26.

