تستعد تونس لتحقيق موسم استثنائي في إنتاج زيت الزيتون خلال سنة 2025، إذ يُتوقع أن يبلغ الإنتاج نحو 500 ألف طن، ما سيجعل البلاد ثاني أكبر منتج ومصدّر عالمي بعد إسبانيا، وفق ما أكدته تقارير دولية نقلت عن الخبير الفلاحي فوزي الزايني.
وقال الزايني إن الموسم القادم سيكون “تاريخيًا بكل المقاييس”، موضحًا أن الإنتاج العالمي من زيت الزيتون سيبلغ حوالي 2.7 مليون طن، في حين يُنتظر أن يتجاوز الاستهلاك العالمي 3 ملايين طن، ما يخلق عجزًا في السوق الدولية بنسبة تتراوح بين 10 و12 بالمائة.
وأشار الخبير إلى أن الأداء الاستثنائي لتونس يعود جزئيًا إلى تراجع إنتاج إسبانيا، أكبر منتج عالمي، بسبب الجفاف الطويل والظروف المناخية القاسية التي أثرت على مردودية غابات الزيتون هناك.
كما لفت الزايني إلى أن الطلب على الزيت التونسي سيكون قويًا هذا العام، ليس فقط بفضل وفرة الكميات، بل أيضًا لجودة المنتوج واستقرارها عبر السنوات، مشيرًا إلى أن لتونس خبرة عريقة في هذا المجال، وأن زيت الزيتون التونسي يُستخدم في الأسواق العالمية لتحسين جودة الزيوت الأخرى عبر عمليات المزج.
ويمثل زيت الزيتون أحد أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ يوفّر أكثر من 40% من عائدات القطاع الفلاحي. ويرى مراقبون أن هذا الموسم القياسي سيمنح دفعة قوية للاقتصاد الوطني في ظل ارتفاع واردات المواد الغذائية وتراجع قيمة الدينار، كما سيساهم في تعزيز موقع تونس في الأسواق العالمية من خلال حملات الترويج والعلامات التجارية التي ترافق صادرات الزيت التونسي.

