جاء في تغريدة للسفارة الأمريكية بتونس احياء لذكرى ميلاد العلامة التونسي عبد الرحمان ابن خلدون “في مثل هذا اليوم، 27 ماي، نحتفي بذكرى ميلاد المفكر والمؤرخ التونسي العظيم ابن خلدون (1332–1406) وأحد رواد علم الاجتماع الحديث.
فقد وضع من خلال عمله الرائد “المقدمة” الأساس الفكري لدراسة الاقتصاد والسياسة والمجتمع—قبل قرون من تأسيس هذه العلوم بشكل رسمي في الغرب.
لقد تجاوز تأثير ابن خلدون حدود العالم العربي، ليصل إلى مفكرين وقادة من مختلف الثقافات، بما في ذلك الولايات المتحدة. وقد استشهد بعض القادة الأمريكيين بأفكاره حول صعود وسقوط الحضارات—ومن أبرزهم الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، الذي أشار إلى نظرياته في نقاشاته حول السياسات الاقتصادية.
نحن في سفارة الولايات المتحدة في تونس، نفتخر بتكريم إرث واحد من أعظم العقول التونسية—عالمٌ لا تزال رؤيته تربط بين الثقافات والقرون بقوة الأفكار الخالدة.

يذكر أنه في غرة أكتوبر 1981 استشهد الرئيس ريغان، في مؤتمره الصحفي بعالم إسلامي من القرن الرابع عشر، باعتباره من أوائل رواد نظرية “جانب العرض” الاقتصادية التي تبني عليها إدارته العديد من سياساتها. وصرح أحد الخبراء بهذا العالم لاحقًا بأن هذا المرجع يبدو دقيقًا وفق تقرير أعدته صحيفة نيويورك تايمز بالمناسبة .
تنص نظرية جانب العرض، من بين أمور أخرى، على أن خفض معدلات الضرائب سيحفز الاقتصاد، وبالتالي سيولّد عائدات ضريبية أكبر.
وردًا على سؤال حول آثار تخفيضات الضرائب والإنفاق التي بدأت سريانها أمس، قال السيد ريغان إن مبدأ جانب العرض يعود تاريخه على الأقل إلى عهد ابن خلدون، الذي يُعتبر عمومًا أعظم مؤرخ عربي برز في الثقافة العربية المتطورة في العصور الوسطى.
في معرض إعادة صياغة كلام المؤرخ، قال السيد ريغان إن ابن خلدون افترض أنه “في بداية عهد الدولة، كانت تُحصّل إيرادات ضريبية كبيرة من الضرائب الصغيرة”، وأنه “في أواخر عهد الدولة، تُحصّل إيرادات ضريبية صغيرة من الضرائب الكبيرة”.
وأضاف الرئيس: “ونحن نسعى جاهدين للوصول إلى الضرائب الصغيرة والإيرادات الكبيرة”. تفسير دقيق
وقال فرانز روزنثال، أستاذ ستيرلينغ للغات الشرق الأدنى في جامعة ييل، والذي ترجم العديد من كتابات ابن خلدون ويُعتبر من أبرز علماء ابن خلدون في العالم، لاحقًا إن تفسير الرئيس لأفكار المؤرخ حول الضرائب يبدو دقيقًا.
وُلد ابن خلدون في تونس عام 1332 وتوفي في القاهرة عام 1406 وكان مسؤولاً في المحاكم التونسية والمغربية، وقاضياً ومعلماً في القاهرة، ومؤلفاً للعديد من المجلدات في التاريخ. ويُشير البروفيسور روزنتال إلى أن أبرز إسهاماته كانت تناوله التاريخ كعلمٍ جامعٍ للسياسة والاقتصاد والاجتماع والجغرافيا.
لعل ابن خلدون يُعرف بتأليفه كتاب “العبر”، وهو تاريخٌ عالميٌّ من أربعة مجلدات، و”المقدمة”، وهي مقدمةٌ يُجادل فيها بأن صعود المجتمعات البشرية وسقوطها يُمكن إرجاعه إلى أسبابٍ مُحددةٍ وقابلةٍ للاكتشاف.

