أعلنت السلطات الإيطالية عن العثور على الجثة الثانية لأحد المهاجرين التونسيين اللذين كانا قد قفزا من سفينة شحن في ميناء ليڤورنو يوم الخميس 30 أكتوبر، في محاولة يائسة للفرار بعد اكتشافهما داخل حاوية على متن السفينة القادمة من تونس.
ووفق ما نقلته وسائل الإعلام الإيطالية، فقد تم انتشال الجثتين من طرف غواصي الحماية المدنية ورجال الإطفاء، بعد أيام من عمليات بحث مكثفة شاركت فيها وحدات من خفر السواحل والشرطة المالية تحت إشراف محافظة ليڤورنو.
وتم العثور على الجثة الأولى صباحًا بين الساعة السادسة والسادسة والنصف قرب منطقة دارسينا بيزا (Darsena Pisa)، حيث رصدها أحد العاملين في قوارب القطر، قبل أن يتدخل الغواصون لانتشالها حوالي الساعة 9:23.
أما الجثة الثانية، وهي تعود لصديقه، فقد تم العثور عليها بعد نحو ساعة، حوالي الساعة 10:30، بين برج مارزوكّو (Torre del Marzocco) ورصيف كالاطا مانيالي (Calata Magnale) داخل الميناء.
وحسب التحقيقات الأولية، فإن الشابين – اللذين يُعتقد أنهما تونسيان في العشرينات من العمر – كانا قد تسلّلا إلى داخل حاوية في أحد الموانئ التونسية على متن سفينة شحن تابعة لشركة Stena Shipper الدنماركية، تعمل لفائدة الخط البحري التونسي CoTuNav بين ميناءي رادس وليڤورنو.
عند وصول السفينة إلى الميناء الإيطالي، اكتشف طاقمها وجود المهاجرين الاثنين داخل الحاوية، فأُبلغت شرطة الحدود البحرية التي قامت بإجراءاتها القانونية، ومنحت تعليمات بإعادتهما إلى تونس باعتبارهما لم يدخلا بعد الأراضي الإيطالية بشكل رسمي.
تم وضعهما قيد الاحتجاز داخل غرفة بالسفينة إلى حين موعد الإبحار، غير أنهما تمكّنا في حدود الساعة الواحدة والنصف ظهرًا من كسر الباب والقفز إلى البحر في محاولة للهروب.
ولسوء الحظ، كانت إحدى عبّارات شركة “غريمالدي” (Grimaldi) تدخل الميناء في تلك اللحظة، فابتلعتهما مروحة السفينة الضخمة، ما أدى إلى مصرعهما.
وأكدت السلطات الإيطالية أن التحقيق لا يزال مفتوحًا لتحديد ظروف الحادث، ومعرفة كيفية تمكن الشابين من الفرار من مكان احتجازهما، وسط دعوات من منظمات إنسانية إلى مراجعة سياسات الترحيل التلقائي نحو ما تُصنّفه روما “دولاً آمنة” على غرار تونس.

