تمكنت المصالح الديوانية والأمنية التونسية، أمس الاثنين، من إحباط واحدة من أكبر محاولات تهريب الأقراص المخدّرة في تاريخ البلاد، وذلك بميناء رادس التجاري.
تفاصيل الحادثة
وفقًا لمصادر مطّلعة، اشتبه أعوان الديوانة في إحدى الحاويات القادمة من الخارج، وتم إشعار النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس، حيث حضر ممثل النيابة للإشراف على عملية التفتيش والحجز.
الكمية المحجوزة تجاوزت 12 مليون قرص من نوع “بريغابالين” (Pregabalin)، في انتظار استكمال عملية الفرز والعد النهائي للمحجوز. البريغابالين دواء يستخدم لعلاج الصرع وآلام الأعصاب، لكن تعاطيه خارج الإشراف الطبي وبجرعات عالية يحوّله إلى مادة مسببة للإدمان، ما يجعله أحد أكثر المخدرات انتشارًا في الأسواق الموازية، ويُعرف أحيانًا باسم “مخدر الفقراء” لسعره المنخفض نسبيًا.
البريغابالين يُنتج في الهند، الصين، تركيا، أوروبا الشرقية، بولندا، وبلغاريا، ويُسجل أحيانًا إنتاجه في مصانع غير قانونية تُصدر كميات ضخمة إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ولا يستبعد أن تكون الأقراص المحجوزة في تونس قد تكون من إنتاج شركة HAB Pharmaceuticals & Research Ltd الهندية، المعروفة تجاريًا باسم HAB Pharma، الشركة نفسها التي ارتبطت بسلسلة من عمليات الحجز الدولية:
- في مارس 2024، صادرت السلطات اليونانية أكثر من 3.75 مليون كبسولة من دواء “Nervigesic” (نسخة من البريغابالين) على متن يخت مسجل في المملكة المتحدة في ميناء لافريو، جنوب شرق أثينا. وزن الشحنة بلغ حوالي 3.15 طن، وتمت مصادرتها بعد مراقبة أنشطة شبكات تهريب دولية.
- في فيفري 2023، صادرت السلطات الكويتية 15 مليون قرص من Lyrica (الاسم التجاري للبريغابالين) ونصف طن من الدواء في شكل مسحوق خام، في واحدة من أكبر عمليات الحجز في تاريخ البلاد، وأظهرت التحقيقات وجود علاقة محتملة مع مصنع HAB Pharma الهندي.
هذه العمليات تكشف شبكة واسعة من الإنتاج والتهريب، حيث تُستخدم أحيانًا وسطاء دوليون وشحنات عبر البحر والجو لتسهيل دخول الأقراص إلى الأسواق الموازية.

