الرئيسيةآخر الأخباركابل ميدوزا البحري يربط تونس بالعالم الرقمي: هل تنخفض أسعار الإنترنت أخيرًا؟

كابل ميدوزا البحري يربط تونس بالعالم الرقمي: هل تنخفض أسعار الإنترنت أخيرًا؟

خطوة جديدة نحو تعزيز السيادة الرقمية والانفتاح التكنولوجي شهدتها تونس هذا الأسبوع مع إعلان شركة اتصالات تونس عن ربط البلاد رسميًا بشبكة ميدوزا، أحد أكبر الكابلات البحرية للألياف الضوئية في البحر الأبيض المتوسط.

المشروع الذي يمتد على أكثر من 8,700 كيلومتر، يربط تونس بنقاط اتصال استراتيجية في أوروبا مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، ويُتوقع أن يُحدث نقلة نوعية في قطاع الاتصالات والاقتصاد الرقمي التونسي.

بوابة جديدة نحو الاقتصاد الرقمي العالمي

الكابل الجديد الذي تمّ إنزاله في مدينة بنزرت يمثل نقطة التحول الأهم في البنية التحتية الرقمية للبلاد منذ إطلاق كابل “Hannibal” قبل أكثر من عشر سنوات.


وبحسب مصادر فنية من قطاع الاتصالات، ستسمح MEDUSA برفع سعة الربط الدولي للإنترنت في تونس بما يتجاوز 20 تيرابت/ثانية، أي ما يعادل 8 أضعاف القدرة الحالية. كما سيُسهم في تحسين سرعة الاستجابة وتقليل الانقطاعات المتكررة التي عانى منها المستخدمون في السنوات الماضية.

جودة أفضل… لكن الأسعار تنتظر قرارًا سياسيًا

خبراء الاتصالات يتوقعون أن ينعكس المشروع إيجابًا على جودة وسرعة الإنترنت في البلاد خلال النصف الأول من سنة 2026، لكنهم لا يخفون أن تأثيره على أسعار الاشتراكات قد يكون أبطأ.


فالأسعار النهائية، بحسب نفس المصادر، تبقى مرتبطة بقرارات تنظيمية تصدر عن الهيئة الوطنية للاتصالات (INT)، والتي من المفترض أن تعيد النظر في تعريفات الجملة التي تعتمدها الشركات المزودة للخدمة على غرار اتصالات تونس .

وفي حال تطبيق تخفيض تدريجي في كلفة الربط الدولي، فإن المستهلك التونسي قد يلمس انخفاضًا في الفواتير بنسبة تتراوح بين 10% و20% خلال النصف الثاني من سنة 2026.

أثر اقتصادي واستراتيجي واسع

يتجاوز مشروع MEDUSA الجانب التقني ليحمل بعدًا استثماريًا مهمًا. فربط تونس بشبكة الألياف البحرية عالية السرعة يجعلها مؤهلة لاستقبال مراكز بيانات إقليمية وشركات ناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
كما يُتوقع أن تستفيد المناطق الساحلية، وعلى رأسها بنزرت وسوسة وتونس العاصمة، من مشاريع رقمية جديدة، ما يخلق فرص عمل في قطاع التكنولوجيا والخدمات الرقمية.

خطوة في طريق السيادة الرقمية

يمثّل هذا المشروع بالنسبة لعديد الخبراء تقدّمًا في مجال السيادة الرقمية، إذ يخفّف اعتماد تونس على الممرات الأوروبية القديمة ويمنحها استقلالية أكبر في حركة بياناتها الدولية.


لكنهم في المقابل يشددون على ضرورة مواكبة هذا التطور ببنية تشريعية وتنظيمية حديثة، تحمي المعطيات الشخصية وتضمن أمن الشبكات ضد الهجمات السيبرنية.

وعززت شركة اتصالات تونس التحول الرقمي في البلاد وتأمين تبادل البيانات الدولية بعد إنزال الكابل البحري “ميدوسا” البالغ سعة تدفقه 22 تيرابت في الثانية على سواحل ولاية بنزرت بعد قطعه مسافة الف كلم انطلاقا من سواحل مرسيليا.

ويمتد كابل “ميدوسا” الاستراتيجي في مجال البنية الرقمية على طول إجمالي يبلغ 8700 كيلومترا ويشكل أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تدعمها الاتحاد الأوروبي. ونظمت اتصالات تونس السبت حفلا بهذه المناسبة حضره مسؤولون عن قطاع الاتصالات من تونس والخارج .


ويهدف هذا الكابل إلى ربط مجموعة من بلدان إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، من بينها تونس والبرتغال وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا و مالطا واليونان وقبرص والمغرب والجزائر وليبيا و مصر. ويمتد زوج الألياف البصرية الخاص باتصالات تونس على اكثر من 1000 كلم بين بنزرت ومرسيليا، بطاقة استيعاب تصل إلى 22 تيرابت في الثانية، ما من شأنه أن يرفع بشكل كبير من سعة تدفق البيانات الدولية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!