حزب الله عاد إلى مستوى من السرية لم يشهدها منذ الثمانينيات.. “لا أحد يعرف من يفعل ماذا”؟
بعد اغتيال حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، دخل حزب الله في حالة من الفوضى. في شهادة نادرة، وصف وفيق، أحد أعضاء حزب الله، الوضع الأولي للجماعة: “لمدة عشرة أيام، لم يُجب أحد على الاتصالات. كنا أشبه بجسد في غيبوبة. لم يبقَ سوى المقاتلين في الجنوب، مُتبعين إجراءات الطوارئ في حال اختفاء قائدنا الأول”.
على الرغم من استمرار المقاتلين في جنوب البلاد في القتال، فقد قُتل منهم حوالي 1200. ووفقًا للتحقيقات والشهادات، بعد حوالي أسبوعين، وصل الإيرانيون بقيادة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس لإعادة ترتيب القيادة.
قال وفيق: “أعادوا تشكيل الجيش في عشرة أيام، لكن القيادة السياسية ظلت شاغرة”. يُفصّل تقرير نشرته صحيفة لوفيغارو الفرنسية جهود حزب الله السرية لإعادة بناء نفسه في أعقاب خسائره الفادحة، التي أعقبت هجوم إسرائيل المدمر بجهاز النداء، واغتيال حسن نصر الله في 27 سبتمبر2024، وانتصارًا عسكريًا إسرائيليًا حاسمًا.
بينما وافق حزب الله على نزع سلاحه في جنوب لبنان كجزء من خطة حكومية، احتفظت الجماعة بأسلحتها في معاقل أخرى، وتخضع لإعادة هيكلة عميقة وسرية بمساعدة عملاء إيرانيين وإصلاحات داخلية واسعة النطاق.
منذ ذلك الحين، اعتمد حزب الله هيكلية عسكرية جديدة. صرّح النائب علي فياض: “لدينا الآن هيكلية عسكرية جديدة وسرية، بقيادة قيادة شابة وأكثر ديناميكية”.
وقد عادت الجماعة إلى مستويات من السرية لم تشهدها منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث فصلت جناحيها السياسي والعسكري وقلّصت تسلسل القيادة. وصرح مصدر مطلع لصحيفة لو فيغارو: “لا أحد يعرف من يفعل ماذا”. على الرغم من نزع سلاح حزب الله في معظم أنحاء جنوب لبنان، إلا أنه يحتفظ بمخزونات أسلحة في وادي البقاع وشمال نهر الليطاني. قال فياض، مشيرًا إلى موقف دفاعي: “حتى إذا هوجمت إيران، فلن نتدخل”.
خلصت صحيفة لوفيغارو إلى أنه على الرغم من ضعف حزب الله، إلا أنه لا يزال صامدًا. تعيد الجماعة بناء هيكلها القيادي وتحافظ على دعمها الشعبي.
ويحذر المحللون من أن نشاطها السري قد يؤدي في النهاية إلى إشعال فتيل الأعمال العدائية – خاصة في ظل التوترات مع إسرائيل. قال مصدر استخباراتي غربي: “إنهم مثل ثعبان يتسلل في الظلام. لم يختفوا – إنهم ينتظرون فقط”.
