تحت عنوان تونس تُرسّخ تقاربها مع إيران نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرًا يوم 13 سبتمبر 2025، أكدت فيه أن قصر قرطاج شهد يوم 10 سبتمبر لقاءً بارزًا جمع الرئيس التونسي قيس سعيّد بوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في خطوة تجسّد تقاربًا متسارعًا بين تونس وطهران.
الاجتماع الذي جرى على بعد مئات الأمتار من خليج تونس، حيث كانت سفن أسطول “الصمود العالمي” ترسو عقب تعرضها لهجومين بطائرات مسيّرة، تناول الوضع الإقليمي والاعتداءات المتكررة على الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصة في فلسطين المحتلة. وأكد بيان الرئاسة التونسية أنّ سعيّد شدد على “رفض تونس للإبادة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة”، فيما أشار بيان الخارجية الإيرانية إلى أنّ الجانبين تطرقا إلى “الهجمات الإرهابية الأخيرة ضد قطر” وضرورة مواجهة العدوان الإسرائيلي.
كما التقى الوزير الإيراني نظيره التونسي محمد علي النفطي حيث بحث الطرفان آفاق تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والعلوم، ما يشير إلى رغبة مشتركة في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية.
هذا التقارب التونسي-الإيراني يأتي في ظرف إقليمي ودولي شديد التعقيد، وفي ظل ضغوط غربية متزايدة على طهران بسبب ملفها النووي ودعمها لحركات المقاومة. مراقبون يرون أنّ الرئيس سعيّد يسعى إلى توسيع دائرة تحالفاته خارج الفضاء الأوروبي التقليدي، مستفيدًا من حالة الاستقطاب الدولي لتأمين هامش أوسع من المناورة السياسية والدبلوماسية.
