وضع الجيش الإسرائيلي خطة طوارئ لإجبار المدنيين في غزة على النزوح إلى خمس مناطق خاضعة لسيطرته، وتشجيعهم على مغادرة القطاع عبر رحلات الترحيل، وتكثيف محاولات اغتيال قادة حماس في حال فشل محادثات وقف إطلاق النار مع الحركة.
حتى مع وصول المفاوضين الأمريكيين والإسرائيليين إلى مصر يوم الاثنين لمحاولة تأكيد اتفاق سلام يدعمه الرئيس ترامب، كشفت وثيقة عسكرية إسرائيلية داخلية عن “خطة بديلة” للقضاء على حماس بالقوة في حال انهيار المحادثات.
تتضمن الخطة المكونة من ثلاث مراحل نشر كتائب إسرائيلية إضافية لإكمال احتلال غزة بالكامل. سيتم تقسيم الشريط الضيق من الأرض إلى خمس مناطق عسكرية مُحاطة حصريًا بالقوات.
سيتم بعد ذلك “تطهير” هذه المناطق، التي تُسمى “المناطق المعقمة”، حتى “ينعدم وجود حماس تمامًا”، وفقًا للوثيقة التي اطلعت عليها صحيفة التايمز.
سيتم فصل المدنيين في غزة إلى مناطق مُحددة وصفها وزير الدفاع يسرائيل كاتس سابقًا بأنها “مدينة إنسانية”، لكن رئيسَي وزراء إسرائيليين سابقين على الأقل، يائير لابيد وإيهود أولمرت، انتقداها باعتبارها أشبه بمعسكر اعتقال.
سيتم مساعدة سكان غزة الراغبين في مغادرة القطاع على ذلك من قِبل مكتب “الهجرة الطوعية” الذي أنشأته وزارة الخارجية الإسرائيلية هذا العام لتوفير “ممر آمن وخاضع للإشراف” للمدنيين إلى الدول المجاورة.
خلال عامين من الحملة العسكرية الإسرائيلية وحصار غزة، لم يُسمح إلا للمدنيين ذوي الاحتياجات الطبية أو الحاصلين على تصريح إنساني بالمغادرة.
في حال فشل المحادثات، يعتزم الجيش الإسرائيلي العمل بالتنسيق مع وزارة الخارجية لنقل المدنيين من غزة إلى مطار رامون في مدينة إيلات الصحراوية الجنوبية، على بُعد حوالي 170 ميلاً من الأراضي الفلسطينية، ومنها إلى دول أخرى، لم يُذكر اسمها. تتضمن المرحلة الثالثة من الخطة اغتيال قادة حماس داخل القطاع وخارجه، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
قد يزيد الكشف عن خطة الطوارئ من مخاوف الفلسطينيين ومنتقدي نتنياهو من نيته مواصلة الحرب في غزة حتى لو أطلقت حماس سراح الرهائن المتبقين. وتعكس تفاصيل الوثيقة العسكرية تصريحات سابقة من حكومة نتنياهو وترامب بضرورة مغادرة سكان غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة، القطاع قبل إعادة إعماره ليصبح “ريفيرا” جذابة في الشرق الأوسط.

