الرئيسيةآخر الأخبارعودة إلى جريمة القيروان:هذا ما نعرفه عن الجاني

عودة إلى جريمة القيروان:هذا ما نعرفه عن الجاني

مازالت جريمة إقتلاع عينَي زوجة شابة في معتمدية السبيخة من ولاية القيروان تهزّ الرأي العام الوطني، وتثير مشاعر الصدمة والاستنكار، لما تضمنته من بشاعة وعبث بالحياة والكرامة الإنسانية.

الجريمة التي جدّت خلال شهر رمضان الماضي، أعادت إلى السطح عدة إشكاليات، أبرزها تصاعد ظاهرة الشعوذة والتنقيب عن الكنوز، مقابل فراغ تشريعي وضعف رقابة على مروّجي هذه الممارسات الخطيرة.

شخصية غامضة

المتهم الرئيسي في هذه الجريمة، يقطن في منطقة ريفية جبلية معزولة تُعرف بدوار “هماد الفريوات”، شمال معتمدية السبيخة. وهو رجل تجاوز الأربعين من عمره، عاطل عن العمل، وينتمي إلى عائلة كبيرة تتكون من ستة أبناء وبنت. تشير بعض المصادر إلى أنه صاحب سوابق عدلية، ويُعتقد أنه سُجن في السابق في قضية اغتصاب لم تُحسم صحتها بعد، ما يسلّط الضوء على خطورته وإمكانية تكرار سلوك إجرامي.

بحسب شهادات من محيطه، يعاني المتهم من اضطرابات نفسية ويتعاطى أدوية مهدئة للأعصاب بصفة مستمرة، كما أن جزءًا هامًا من أفراد عائلته مصاب بدوره بنفس المرض، مما يثير تساؤلات حول الحالة النفسية العامة داخل الأسرة ومدى تأثيرها على سلوكياته. الجريمة لم تكن وليدة اللحظة، بل تشير المعطيات إلى أنها تم التخطيط لها منذ مدة، وتحديدًا قبل أيام من عيد الفطر.

من الصلح المزعوم إلى الكارثة

وفقًا لرواية العائلة، فقد أقدم الزوج سنه فوق الأربعين على استدراج زوجته البالغة من العمر 26 سنة إلى منزله، بعد أن أوهمها برغبته في الصلح، ثم انهال عليها ضربًا واقتلع عينيها بآلة حادة (فرشيطة)، بهدف استعمالهما في طقس شعوذي لاستحضار كنز مزعوم. وقد تم ذلك بتحريض مباشر من مشعوذ جلبه من العاصمة بمساعدة عدد من أقاربه.

ورغم إصاباتها البالغة، تمكنت الضحية من طلب النجدة وتم نقلها إلى مستشفى سهلول بسوسة، وسط مخاوف من فقدانها البصر نهائيًا. وقد ألقت الوحدات الأمنية القبض على الجاني الذي اعترف، حسب المعطيات المتوفرة، بتفاصيل الجريمة ودور المشعوذ في تحريضه عليها.

اضطراب نفسي أم إجرام واعٍ؟

ما يزيد من تعقيد القضية هو تضارب الروايات المتداولة حول الدوافع الحقيقية للجريمة. فبينما تؤكد عائلة الضحية أن الجاني لا يعاني من أي اختلالات عقلية وكان مدفوعًا بالكامل بوهم “القربان البشري” لاستخراج الكنز، ترجّح روايات أخرى وجود خلافات زوجية عميقة كانت سببا في مغادرة الزوجة لمنزل الزوجية أيامًا قبل الواقعة، مما يفتح المجال لفرضية الجريمة الانتقامية أكثر من كونها شعوذة بحتة.

بالمقابل، هناك من لم يستبعد فرضية الاضطراب النفسي غير المشخّص، خاصة بالنظر إلى فظاعة ما حدث، وسط غياب تام لأي توضيح أو تدخل طبي رسمي حتى الآن.

تبقى التحقيقات الجارية السبيل الوحيد لفكّ شيفرة هذه الجريمة المروّعة، وسط مطالبات مجتمعية واسعة بمساءلة كافة المتورطين، من الجاني إلى المشعوذ، إلى من سهّل لهما تنفيذ هذه الجريمة، مع ضرورة مراجعة جديّة للمنظومة القانونية المتعلقة بالشعوذة والطب البديل، في ظل ما بات يشكّله هذا الملف من خطر حقيقي على المجتمع.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!