سينعقد المؤتمر العالمي الرابع عشر لاتحاد الإيطاليين في العالم في فندق المرادي قمرت بتونس في الفترة من 4 إلى 6 أفريل، وهو حدث يهدف إلى معالجة القضايا الرئيسية المتعلقة بحماية وتثمين الإيطاليين في الخارج.
وسيجمع الحدث، الذي يتم تنظيمه تحت قيادة رئيس الاتحاد أنجيلو سولاتسو، أكثر من ألفي جمعية موزعة في 33 دولة في خمس قارات، تمثل مجتمعًا عالميًا يضم حوالي 80 مليون إيطالي في الخارج، مقارنة بحوالي 60 مليونًا يقيمون في إيطاليا.
ومن بين المواضيع الرئيسية التي ستنشط المؤتمر ستكون سياحة الجذور وإيطاليا العودة، والتنمية الاقتصادية في البلدان الأصلية والمضيفة، والقطاعات الاستراتيجية مثل الأغذية الزراعية والصناعة والطاقة المتجددة.
و”سياحة الجذور” ظاهرة تخص بشكل أساسي أحفاد الإيطاليين الذين هاجروا خلال القرنين الماضيين، خاصة في أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية وأستراليا وبعض الدول الأوروبية. هذا النوع من السياحة ليس له قيمة ثقافية وعاطفية فحسب، بل يمثل أيضًا فرصة اقتصادية للأراضي الإيطالية، وخاصة تلك الموجودة في المناطق الداخلية، والتي غالبًا ما تكون عرضة للهجرة السكانية. وأطلقت الحكومة الإيطالية عدة مشاريع لدعم السياحة الجذرية، مثل برنامج “Turismo delle Radici 2024″، الذي يهدف إلى تشجيع عودة أحفاد المهاجرين الإيطاليين وتحفيز إعادة الانطلاق الاقتصادي للقرى الصغيرة. تم تمويل هذا المشروع بمبلغ 20 مليون يورو من خطة الإنعاش الوطني والقدرة على الصمود، بهدف تشجيع الزيارات إلى القرى الأقل شهرة وتعزيز المعرفة بالتقاليد المحلية.
تعد إيطاليا العودة ظاهرة مكملة لسياحة الجذور وتهتم بالإيطاليين الذين يقررون العودة إلى وطنهم بشكل دائم بعد تجربة عمل أو حياة في الخارج. ويُنظر إلى هذه العملية على أنها مورد استراتيجي، ليس فقط للمهارات والخبرات التي اكتسبها العائدون، ولكن أيضًا للتأثير الإيجابي المحتمل على الاقتصاد الإيطالي. وفي السنوات الأخيرة، قدمت الحكومة حوافز ضريبية لتشجيع عودة الإيطاليين في الخارج، مثل التخفيضات الضريبية لأولئك الذين يقررون الانتقال إلى إيطاليا والاستثمار في البلاد. يعد برنامج “Brain Reentry” أحد الأدوات الرئيسية لجذب المهنيين ذوي المؤهلات العالية، حيث يقدم إعفاءات ضريبية تصل إلى 90 بالمائة لمدة تصل إلى 10 سنوات.
سيتم إيلاء اهتمام خاص خلال المؤتمر العالمي للإيطاليين للدور المركزي للمهنيين ورجال الأعمال والشركات الإيطالية في العالم، وهي فئة تمثل اليوم واقعًا مختلفًا تمامًا عن ظواهر الهجرة في الماضي. وشدد الرئيس سولاتسو في بيان له على أن الاتحاد “سيواصل العمل للدفاع عن الحقوق وتعزيز التكامل والحفاظ على احترام الثقافة الإيطالية، والعناصر التأسيسية لهوية المواطنين في الخارج”. يتضمن المؤتمر ورش عمل مواضيعية وموائد مستديرة ولحظات من النقاش حول موضوعات ناشئة مثل الرقمنة والسياحة والاتصالات، بهدف تعزيز الروابط بين إيطاليا ومجتمعاتها الدولية. ولن يكون هناك نقص في العروض والمبادرات الثقافية، مما يؤكد الارتباط القوي بين الحدث والتقاليد الإيطالية.
