أثار الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف قيادات من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” داخل الأراضي القطرية موجة من التساؤلات حول مستقبل تواجد قيادات الحركة في الدوحة، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية على قطر والتهديدات العلنية الصادرة عن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال نتنياهو في خطاب متلفز:”أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للمحاكمة، لأنه إذا لم تفعلوا سنتكفل نحن بفعل ذلك.”
تصريحات نتنياهو تعكس – بحسب محللين – وجود دعم أمريكي غير مشروط للخطوات الإسرائيلية، وتؤشر على أن الجغرافيا السياسية لم تعد عائقًا أمام تنفيذ عمليات عسكرية أو أمنية خارج حدود إسرائيل. وهو ما يطرح تساؤلات عن مصير قيادات حماس واحتمال انتقالها إلى دول أخرى أو العودة إلى العمل السري.
تقديرات مغربية
أوس الرمال، رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية، قال في تصريح نقلته صحيفة هسبريس المغربية اليوم إن اغتيال قادة حماس في قطر يعيد إلى الأذهان حادثة اغتيال خليل الوزير “أبو جهاد” في تونس عام 1988 على يد وحدة كوماندوز إسرائيلية.
وأضاف أن “وجود قيادة حماس في قطر تم بضوء أخضر أمريكي لتبقى الحركة طرفًا حاضرًا في المفاوضات، كما أن الدوحة لعبت دور الوسيط في عدة صفقات تبادل، لكن ذلك لم يمنع إسرائيل من استهداف قيادات الحركة”.
ورأى الرمال أن قيادات حماس قد تضطر للعودة إلى التخفي، مشيرًا إلى أن استقبال المغرب لهذه القيادات يتطلب قرارًا على أعلى مستوى وبحسابات دقيقة، في ظل الظروف الأمنية الراهنة.
مشروع عالمي لإنهاء الحركات المسلحة
المحلل السياسي المغربي سعيد بركنان اعتبر في تصريح لهسبريس أن ما يجري جزء من “مشروع عالمي لإنهاء وجود الحركات المسلحة خارج إطار الدولة”، مشيرًا إلى أن “المجتمع الدولي بدأ هذا المسار مع حزب الله، والآن يتم استهداف حماس تدريجيًا لتقويض جناحها العسكري”.
وأضاف بركنان أن روسيا نفسها قامت بحل مجموعة “فاغنر” واستبدالها بالفيلق الإفريقي التابع للجيش الروسي، وهو ما يعكس توجهًا عالميًا نحو إنهاء كل أشكال التنظيمات المسلحة غير النظامية.
وتوقع بركنان أن تنتقل بعض قيادات حماس إلى إيران، بينما من المستبعد أن تستضيفها أي دولة عربية بما فيها المغرب، لأن هذه الدول – بحسبه – جزء من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يقبل بوجود حماس كحركة سياسية فقط، لا كجناح عسكري مسلح.
