بعد الهجوم الذي شهدته مدينة مرسيليا وأسفر عن مقتل شاب تونسي يبلغ من العمر 35 عامًا على يد قوات الأمن الفرنسية، تتعقد الصورة أمام الرأي العام بسبب تعدد الروايات حول ملابسات الحادثة ودوافعه.
وفقًا للمحكمة الجنائية في لاروشيل، كان الشاب معروفًا لدى العدالة الفرنسية بسبب اعتداءات سابقة بالسلاح الأبيض، وأدين في ماي 2025 بأربع سنوات سجناً، منها سنة نافذة. هذا السجل يربطه بعض المحللين بملف العنف الشخصي، مما يجعل الهجوم في مرسيليا امتدادًا لمسار سابق من النزاعات والعنف.
من جهة أخرى، قدمت زوجته السابقة، صوفي، رواية مغايرة تصفه بأنه مدمن على الكوكايين، متقلب المزاج وعنيف بطبعه. وتروي حادثة مروعة تورط فيها المتهم مع ابن شقيقه، حيث وجه له عدة طعنات بسبب شكوك حول ميوله الجنسية، وكذلك اتهامه لزوجته بالخيانة. هذه الرواية تلقي الضوء على جانب من شخصية المتهم مبنية على نزاعات شخصية وعائلية، وهو ما قد يفسر جزءًا من سلوكه العدواني.
على الجانب الآخر، خرجت عائلة الشاب التونسي لتقديم رواية ثالثة مختلفة تمامًا. وأكدت العائلة، خلال وقفة احتجاجية في حي الزهور بمدينة القصرين، أن ابنهم كان يقيم بطريقة قانونية في فرنسا ويعمل في محل جزارة. وذكرت أن الحادثة بدأت إثر خلاف مع صاحب العمل، الذي يملك نزلًا يقيم فيه الشاب، وتعرض خلالها للعنف من مجموعة أشخاص. وأضافت العائلة أن ابنهم حاول الدفاع عن نفسه قبل أن يتدخل الأمن الفرنسي ويقتله دون تدرج في استخدام القوة.
مدير إذاعة “أورو مغرب” بمرسيليا، شكري الداهش، أكد فتح السلطات الفرنسية تحقيقين متوازيين: الأول لمعرفة ملابسات الحادثة وظروف الوفاة، والثاني لتحديد أسباب لجوء الشرطة إلى إطلاق النار بهذه الطريقة. كما أكد وزير الداخلية الفرنسي أن الحادثة لا تحمل صبغة إرهابية، واصفًا إياها بأنها “عمل فردي معزول مرتبط بخلافات شخصية”.

