أكّد رئيس الحكومة التونسية الأسبق مهدي جمعة أنّ القارة الأفريقية تمتلك اليوم كل المقوّمات لتحويل تحدّياتها الاقتصادية إلى فرص تنمية واعدة، شرط أن تنجح قياداتها في تعزيز الحوكمة الرشيدة وبناء شراكات استراتيجية فعّالة مع بقية العالم.
وجاءت تصريحات جمعة خلال مشاركته في فعالية نظّمها Devex Impact House على هامش الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن، ضمن برنامج خاص حمل عنوان Pro Content Studio، اي «منصّة المحتوى الاحترافي» خُصّص لبحث آفاق التنمية في أفريقيا.

وقال جمعة في مداخلته:«أفريقيا تمثّل إحدى أكبر إمكانات النمو في العالم. لدينا أعلى معدّلات الزيادة السكانية وأوسع قاعدة شبابية. هذا يعني أنّ أمامنا فجوة كبيرة مقارنة بالدول المتقدمة، لكنها في الوقت نفسه تتيح فرصاً هائلة إذا أحسنا استثمارها.»
وأضاف:«في تونس لم نملك النفط أو الغاز، لذلك ركّزنا على رأس المال البشري، على التعليم والمهارات. هذه القيم هي التي يمكن أن تجعل من أفريقيا قوة اقتصادية صاعدة، لا مجرّد سوق استهلاكية.»
وأوضح جمعة أن أبرز التحدّيات التي تواجه القارة تتمثل في خلق فرص عمل للشباب وترسيخ الحكم الرشيد ومكافحة الفساد، مشيراً إلى أن ضعف الإدارة العامة يظلّ العقبة الأساسية أمام جذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة.
وتابع قائلاً:«لدينا طاقات بشرية هائلة ومواهب شابة مبدعة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والزراعة، لكن المطلوب هو بناء بيئة مؤسسية قوية تتيح لهذه الطاقات أن تزدهر. وحدها الحوكمة الجيدة يمكن أن تحوّل الإمكانات إلى إنجازات.»
وختم جمعة حديثه بالتأكيد على أن المستقبل في أفريقيا لن يُبنى على الموارد الطبيعية فقط، بل على المعرفة والتكنولوجيا والإبداع، داعياً إلى تعزيز التكامل الإقليمي الأفريقي وتطوير الشراكات جنوب–جنوب «من أجل قارة أفريقية تملك مصيرها وتكتب قصّتها بنفسها».

