تشهد مياه شرق المتوسط توتراً متصاعداً مع اقتراب “أسطول الصمود العالمي” من السواحل الفلسطينية في محاولته كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وسط تحذيرات أوروبية ودعوات لتدخل عاجل لتفادي مواجهة عسكرية محتملة.
الأسطول، الذي يضم أكثر من 40 قاربا مدنياً، يحمل على متنه برلمانيين ومحامين وناشطين من دول مختلفة، من بينهم الناشطة السويدية في مجال المناخ غريتا تونبرغ، ويسعى لإيصال مساعدات إنسانية إلى غزة.
وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية، اليوم الثلاثاء، أن الفرقاطة الإيطالية المرافقة للأسطول ستنسحب عند بلوغه مسافة 150 ميلاً بحرياً (278 كلم) من الشاطئ، موضحةً في بيانها:”كما سبق وأعلنا ذلك عدة مرات في الأيام القليلة الماضية، ستنسحب الفرقاطة بمجرد بلوغ الأسطول المسافة المحددة”.
وأضافت الوزارة أن السفينة الحربية ستوجه تحذيرين للناشطين، مشيرة إلى أن التحذير الثاني والأخير سيصدر عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش.
وقالت المتحدثة باسم الأسطول، ماريا إيلينا ديليا، إن النشطاء تلقوا إخطاراً رسمياً بقرار الحكومة الإيطالية سحب السفينة الحربية لتجنب “واقعة دبلوماسية” مع إسرائيل، مؤكدةً في المقابل أن الأسطول لن يمتثل للتحذيرات الإيطالية وسيواصل الإبحار نحو غزة.
وأضافت ديليا، في مقطع مصور على إنستغرام:”من المرجح أن تشن إسرائيل هجوماً علينا الليلة، لأن جميع المؤشرات تشير إلى ذلك”.
وكان الأسطول قد تعرّض خلال الأيام الماضية لهجمات بطائرات مسيّرة مجهولة الهوية مزودة بقنابل صوتية ومواد مثيرة للحكة، أثناء إبحاره في المياه الدولية قبالة سواحل اليونان، في محاولة واضحة لترهيب طواقمه، من دون أن يسفر ذلك عن أضرار جسيمة.
وفي الوقت ذاته، وجّه الزعيم الفرنسي اليساري جان-لوك ميلونشون تحذيراً عاجلاً عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، قائلاً:”الأسطول مهدد مباشرة بالاختطاف والعنف من قبل العصابات المسلحة التابعة لنتنياهو. حان الوقت لتتدخل السلطات الأوروبية والفرنسية لحماية البرلمانيين الذين على متنه”.
كما وجّه نداءً إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل العاجل، مشيراً إلى أن “50 فرنسياً من بينهم 6 نواب” يوجدون ضمن المشاركين في القافلة، مضيفاً:”لا يمكنكم أن تسمحوا بحدوث ذلك. إنهم يريدون كسر الحصار على الدولة التي اعترفتم بها للتو”.
يُذكر أن هذا التحرك البحري يأتي بعد إعلان عدة دول أوروبية دعمها لخطوات دبلوماسية نحو الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما زاد من حساسية الموقف مع الحكومة الإسرائيلية التي تعتبر الأسطول محاولة “استفزازية” تستهدف تقويض سيطرتها الأمنية على قطاع غزة.
ويرى مراقبون أن انسحاب المرافقة الإيطالية قد يترك الأسطول في مواجهة مباشرة مع البحرية الإسرائيلية، ما يثير المخاوف من وقوع مواجهة مسلحة أو عمليات احتجاز جماعي للناشطين، كما حدث في تجارب سابقة مع “أسطول الحرية”.
ومن المتوقع أن تكون الساعات القادمة حاسمة، مع بلوغ القافلة النقطة الحرجة على بعد 150 ميلاً من غزة، وسط ترقب دولي لتصرف إسرائيل ورد الفعل الأوروبي المحتمل.

