قال المهندس حمدي حشاد، المختص في المجال الجوي بشركة الشركة الأوروبية للدفاع والفضاء والطيران إنّ موجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها تونس في قلب شهر نوفمبر “غير عادية إطلاقًا” وتعود إلى كتلة هوائية ساخنة قادمة من عمق الصحراء الكبرى، وتحديدًا من الجنوب الجزائري والليبي.
وأوضح حشاد أنّ هذه الكتلة تتحرك شمالًا لتغطي كامل وسط وجنوب البلاد وتمتد حتى المناطق الساحلية، مشيرًا إلى أنّ خرائط الطقس تُظهر بوضوح ما وصفه بـ«لسان من الهواء الدافئ إلى الحار» يتجه من الصحراء نحو تونس.
وأضاف أنّ الوضعية الحالية نتيجة تفاعل جوي معقّد بين منخفض جوي عميق في الغرب (على المحيط الأطلسي أو غرب المتوسط) ومرتفع جوي قوي فوق أوروبا وجنوب شرق المتوسط وشمال إفريقيا، وهو ما يخلق ممرًّا مثاليًا يسحب الهواء الصحراوي الساخن مباشرة نحو تونس ويبقيه عالقًا لعدّة أيام.
وختم حشاد تصريحه بالتنبيه إلى أنّ مثل هذه الظواهر لم تعد استثناءً في ظل تسارع وتيرة التغيّرات المناخية، داعيًا إلى ضرورة مراقبة التأثيرات الصحية وحماية الفئات الأكثر هشاشة خلال موجات الحرّ المتأخرة أو المبكرة.


